حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

عملت خياطة وأحبها كمال الشناوى وكانت السبب فى اغتيال عالمة الذرة سميرة موسى .. ننسر الملف السرى للفنانة الجاسوسة ” راقية ابراهيم ”

راقية إبراهيم
فريدة فؤاد -

دخلت عالم الجاسوسية عبر أبواب الفن، وامتزج جمالها بالمكر، ووطنيتها بالخيانة، فالبرغم من أن ولادتها كانت في مصر، إلا أن ولاءها الأول والأخير كان لدولة إسرائيل، حيث لعبت دوراً كبيراً في تشجيع يهود مصر على الهجرة لإسرائيل عقب حرب 1948، وقع فى غرامها كمال الشناوى، لكنه كان حب من طرف واحد، فقلبها لم ينبض بالحب إلا على شاشة السينما فقط، أتقنت أدوار الخير وهى لا تحمل فى قلبها سوى الشر، بطلة هذه السطورهى الفنانة" راقيةإبراهيم" شقيقة الفنانة " نجمة إبراهيم، " حوادث اليوم " تستعرض خلالالسطورالتاليةأبرزالمحطات فى حياة" راقية إبراهيم " وحقيقة اتهامها بالجاسوسية، وعلاقتها باغتيال عالمة الذرة الشهيرة سميرة موسى .

الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول - فاروق مصر - فى مثل هذا اليوم : 22  يونيو 1919 ???? ميلاد راشيل ابراهام ليفى ---------------------------------- راقية  ابراهيم الجاسوسة التي جندها الموساد لقتل عالمة صور.. تعرف على الممثلة المصرية التى نحتت أداء وشكل جريتا جاربو - عين

ولدت راقية إبراهيم في 22 يونيو 1919 في «حارة اليهود» الشهيرة بالقاهرة لأسرة يهودية، واسمها الحقيقى هو "راشيل ابراهام ليفي"، بدأت حياتها بالعمل في بيع الملابس، كما كانت تعمل بالخياطة للأمراء، والملوك، مما ساهم في خلق طموح بداخلها للوصول لأعلى درجات الشهرة والمجد .

بدأت راقية إبراهيم مشوارها الفنى بعد إتمام تعليمها الثانوي، إذ عمدت على العمل في الفرق الفنية، وبدأت مع الفرقة القومية المصرية، ثم انتقلت إلى فرقة زكى طليمات، ليبدأ نجمها الفني في البزوغ مع أولى بطولاتها لفيلم «الضحايا» مع الفنان زكي رستم ثم توالت نجاحاتها بعد ذلك من خلال قيامها ببطولة أفلام «ليلى بنت الصحراء»، و«أولاد الذوات»، و«سيف الجلاد»، و« رصاصة في القلب» مع النجم محمد عبدالوهاب.

نشأت قصة حب من طرف واحد بين كمال الشناوى وراقية إبراهيم، واعترف كمال أنه وجد في راقية، التي كانت بالنسبة له النموذج الأمثل من حيث الشكل والمضمون، ووجد نفسه ككل الرسامين الذين يعيشون في حالة حب دائمة مع الموديل، يعشقها من طرف واحد، وعندما حاول أن يخبرها بمشاعره قام برسم صورة لها وكتب عليها إهداء خجول وعندما قرأته راقية، سألته بهدوء: «أنت بتحبني يا كمال ؟»، فاعتراه الخجل ولم يستطع الإجابة، وظل حبه خفياً عن الجميع حتى انتهى التصوير من فيلم "ما كنش على البال" وافترقا .

تزوجت راقية إبراهيم من المهندس مصطفى والي، وكانت متعصبة ضد العرب رغم مصريتها، وولاؤها الشديد لدولة إسرائيل، ظهر في أكثر من موقف أبرزها، رفضها المشاركة في فيلم تقوم فيه بدور بدوية تخدم الجيش المصري الذي بدأ يستعد لحرب فلسطين، بالإضافة إلى رفضها رئاسة الوفد المصري في مهرجان كان لكونها يهودية، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الوسط الفني عنها.

فى عام 1954، قررت راقية الابتعاد عن مصر بعد طلاقها من زوجها، وهاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أثيرت اتهامات ضدها بالضلوع في عملية اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى التي تمت عام 1952.

وبالرغم من وجود كلام عن تعاون راقية مع الموساد لاغتيال سميرة موسى نتيجة رفضها عرض بالحصول على الجنسية الأمريكية، والعمل في المراكز العلمية بأمريكا، إلا أن أحداً لم يثبت هذا الكلام، حتى ظهرت حفيدة الممثلة المصرية مؤخراً لتؤكد صحة ما قيل.

وكشفت ريتا ديفيد توماس حفيدة راقية من زوجها الأمريكي اليهودي الذي تزوجته عقب هجرتها من مصر، عن أن جدتها كانت على علاقة صداقة حميمة بعالمة الذرة المصرية، وهذا من واقع مذكراتها الشخصية التي كانت تخفيها وسط كتبها القديمة في شقتها بكاليفورنيا، وتم العثور عليها .

وأكدت ريتا حفيد راقية الممثلة الجاسوسة أن جدتها ساهمت بشكل رئيسي في تصفية عالمة الذرة المصرية من خلال استغلال علاقة الصداقة التي كانت تجمعهما، والتي كانت تسمح لها بالذهاب لمنزلها، وتصويره بشكل دقيق، وقالت إنها فى إحدى المرات استطاعت راقية- سرقة مفتاح شقة سميرة، وطبعته على «صابونة»، وأعطتها لمسؤول الموساد في مصر، وبعد أسبوع قامت إبراهيم بالذهاب للعشاء مع موسى في «الاوبيرج»، مما أتاح للموساد دخول شقة سميرة موسى، وتصوير أبحاثها، ومعملها الخاص.

إسرائيل كانت قلقة من طموح سميرة موسى التي كانت تسعى لامتلاك مصر القنبلة الذرية، وتصنيعها بتكاليف بسيطة، فدفعت راقية إبراهيم لتقدم لها عرضا بالحصول على الجنسية الأمريكية، والإقامة في الولايات المتحدة، والعمل في معامل أمريكا، لكن العالمة سميرة موسى رفضت عرض الجاسوسة بشكل قاطع، وطردتها من منزلها، فهددتها راقية بأن رفضها لهذا العرض سيكون له عواقب غير حميدة، وظلت تحمل ضغينة للعالمة المصرية التي لم تهتم بهذه التهديدات، وواصلت أبحاثها، الأمر الذي لم يرض الموساد الإسرائيلي، وقرر تصفيتها.

آخر بعثات العالمة المصرية العلمية كان عام 1952، حيث لقيت مصرعها في الولايات المتحدة الأميركية، وهناك كان في استقبلها صديقة مشتركة بينها وبين جدة ريتا التي قالت إن هذه الصديقة المشتركة هي التي أخبرت راقية إبراهيم بمواعيد سميرة موسى، وتحركاتها في الولايات المتحدة.

وفقاً لمذاكرات راقية إبراهيم الشخصية، فإن الممثلة المصرية علمت بموعد إحدى زيارات سميرة موسى إلى أحد المفاعلات النووية في الولايات المتحدة، فقامت بإبلاغ الموساد الإسرائيلي، ليتم اغتيالها في حادث يوم 15 أغسطس عام 1952.

أما الممثلة راقية إبراهيم، فقد استقرت في الولايات المتحدة الأميركية، وهناك عملت بالتجارة، ثم سفيرة للنوايا الحسنة لصالح إسرائيل، وكونت مع زوجها اليهودي الأمريكي شركة لإنتاج الأفلام، إلى أن توفيت في 13 ديسمبر عام 1978.