حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

تزوج 4 مرات وأصيب بالعمى قبل وفاته وزوجته تركت جثمانه فى المطار .. تفاصيل مثيرة عن حياة الفنان ” أنور وجدى ”

الفنان أنور وجدى
فريدة فؤاد -

رحلة قصيرة مثيرة مليئة بالمفارقات قطعها الفنان العبقرى أنور وجدى صاحب الصولات والجولات فى عالم الفن، استطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب وتربع على عرش النجومية، وأصبح من أهم النجوم فى مصر والوطن العربى، عشق الحياة بكل ما فيها، وتزوج ثلاثة فنانات، وحرمه المرض منها وهو فى عز شبابة، ولم يستطع أن ينقذ حياته، تذوق مرارة الحرمان فى طفولته وآلام المرض فى شبابه، الفقر الشديد الذي عاشه أنور وجدي جعله يتمنى دائماً أن يصبح ثرياً، حتى لو أصابته أمراض الدنيا، وهو بالفعل ما تحقق له ما أراد فجمع ثروة قدرت بحوالي نصف مليون جنيه، وهو رقم كبير في الخمسينيات لكن أصابه المرض، فحينما كان فقيراً كان لا يجد الأكل الكافي وبعد أن أصبح ثرياً مُنع من تناول العديد من الأطعمة، حيث أُصيب بسرطان في المعدة. وفي الوقت الذي اعتقد فيه أنور وجدي أنه حقق حلم حياته بزواجه من حبيبته ليلى فوزي وأثناء قضائه شهر العسل في السويد، أصابه المرض حتى أنه أُصيب بالعمى ثلاثة أيام، وعادت بجثمانه زوجته وحب عمره الجميلة ليلى فوزى، حوادث اليوم تستعرض خلال السطور التالية أبرز المحطات فى حياة فتى الشاشة " انور وجدى " .

ولد أنور وجدى عام 1904 واسمه الحقيقي "أنور يحيى القتال"، وأطلق على نفسه لقب أنور وجدي كي يقترب من قاسم وجدي المسؤول عن الكومبارس، أثناء عمله في المسرح في بداياته. عاش أنور وجدي طفولة عانى خلالها من الحرمان والفقر الشديد، فكان والده يعمل في تجارة الأقمشة في سوريا في حلب حيث تعود أصول العائلة، لكنه تعرض للإفلاس فقرر الإنتقال إلى مصر، وعانت الأسرة من الحرمان الشديد وكانت والدته السيدة مهيبة الركابي بالنسبة له، نموذج للمرأة التي تضحي من أجل عائلتها.

وإستطاعت أسرته أن تلحقه بمدرسة "الفرير" الفرنسية، و حرص أنور وجدي على إتقان الفرنسية لكن بسبب ظروفه المادية لم يتمكن من إستكمال دراسته لظروف عائلته، بالإضافة لأنه كان في هذا الوقت يفكّر في السفر إلى أمريكا حتى أنه بالفعل إتفق مع زميليين له على الهرب للعمل هناك في السينما، إلا انه تم ظبطهم بعد أن تسللوا لباخرة كانت في بورسعيد، وحينما علم والده برغبته في أن يصبح فناناً طرده من المنزل.

بعد طرده، وجدأنور وجدي ضالته في شارع عماد الدين، فاتجه إليه على الفور ليلتقي بالنجوم والفنانين وقرر أن ينضم لفرقة رمسيس، وأثناء وقوفه على باب المسرح قابل الممثل ​يوسف وهبي​ وتوسّل إليه أن يجعله يعمل في المسرح، حتى لو كنّس غرف الفنانين، إلا أن يوسف وهبي كان على عجلة ولم يهتم بالأمر كثيراً، فعاد أنور وجدي لقاسم وجدي "ريجيسير" الفنانين وطلب منه أن يقابل يوسف وهبي، والذي قبل أن يعينه عامل اكسسوارات كل مهمته التأكد من الاكسسوار الموجود على المسرح، وكان راتبه في ذلك الوقت 3 جنيهات.

حتى جاءته الفرصة أثناء تواجده مع الفرقة في أميركا اللاتينية، وشعر يوسف وهبي أن أنور وجدي يتمتع بملامح تؤهله للتمثيل، بالإضافة لإجتهاده أيضاً وقدمه من خلال دور كومبارس صامت لشخصية ظابط روماني في مسرحية "يوليوس قيصر"، وأصبح وقتها أجره 4 جنيهات فقرر أن يشترك مع عبد السلام النابسي في "غرفة على السطح"، ووقتها تفرّغ أيضاً لكتابة المسرحيات فكان يكتب ل​بديعة مصابني​ المسرحية بـ3 جنيهات وتدريجياً إستطاع أن يعمل في الإذاعة من خلال مسرحيات من إخراجه، ويقوم أيضاً بتأليفها حتى إبتسم له الحظ وقدم دور "عباس" في مسرحية الدفاع" وذلك في عام 1931 مع يوسف وهبي، وإنتقل بعدها لفرقة ​عبد الرحمن​ رشدي وبعدها للفرقة القومية، واصبح راتبه 6 جنيهات وقدم دوراً كبيراً في مسرحية "البندقية"، التي كانت بدايته مع الشهرة.

والى جانب المسرح قدم في ذلك الوقت أدواراً سينمائية صغيرة، رشحه لها يوسف وهبي أيضاً في فيلم "أولاد الذوات" عام 1932 وفيلم "الدفاع" عام 1935، ليبدأ بعدها أنور وجدي مشواراً حافلاً بالأعمال السينمائية المميّزة.

تزوج أنور وجدي أربعة مرات الأولى كانت فى بداية حياته الفنية حيث تزوّج من الراقصة قدرية حلمي، التي كانت تعمل بفرقة بديعة مصابني، وبعدها تزوّج إلهام حسين وتوقع لها مستقبل في الفن، وبالفعل قدّمت العديد من الأعمال وقتها حيث شاركت محمد عبد الوهاب فيلم "يوم سعيد"، إلا أنه بالرغم من ترشيحه لها طلبت هي من مخرج الفيلم عدم الإستعانة بأنور وجدي لكونه وقتها لم يكن وجهاً معروفاً، وهو ما تم بالفعل لتبدأ الخلافات بينهما والطلاق بعد ستة أشهر.

ثالث زيجاته كان من ليلى مراد، وبالتحديد بعد فيلم "ليلى بنت الفقراء" حيث أعلن بعدها الزواج في عام 1945 وكان أنور وجدي قد دعا الصحافة، لحضور آخر يوم تصوير في الفيلم، حيث إرتدت ليلى فستان زفاف ليعلن أنه تم عقد القران قبل أيام ولم يطلب منها أنور وجدي أن تغيّر ديانتها اليهودية، إلا أن الجمهور وقتها لم يكن مرحّباً بهذه الزيجة خاصة وأن أنور وجدي كان معروف عنه بعشقه للنساء، بينما ليلى مراد كانت زيجتها الأولى كما أنها كانت أشهر منه فنياً، فتردد أنه تزوّجها من أجل الشهرة والمصلحة.

وإستمر الزواج بينهما لسبع سنوات، حتى بدأت الخلافات ويتردد بأن السبب الأساسي لتعرّفه على إمرأة فرنسية وقد راقبتهما ليلى مراد وإنتظرته في الجراح المخصص للعمارة وإصطحبتهما لتناول العشاء، ثم إنسحبت تماماً وإنفصلا فنياً وزوجياً.

أما الزيجة الرابعة فكانت حلم حياة أنور وجدي، لأنه كان يحب الفنانة ليلى فوزي في بداياته، إلا أن والدها رفضه وفضل وقتّها أن يزوجها الفنان عزيز عثمان، ولكن عاد ليعرض الزواج مرة أخرى بعد أن أصبح أهم نجم على الساحة الفنية، وتزوجها بالفعل في عام 1954 .

أُصيب أنور وجدى بسرطان المعدة والعمى 3 أيام وتوفي في السويد، وأثناء قضائه شهر العسل في السويد، أصابه المرض حتى أنه أُصيب بالعمى ثلاثة أيام، ولم يعلم أحد بهذا الأمر سوى زوجته ليلى فوزى وقضى آخر أيامه ما بين غيبوبة، حتى أنه إستفاق لحظة قبل وفاته وقال لزوجته ليلى فوزي "خليكي معايا"، ليكتب مشهد النهاية لقصة فنان ونجم أثرى السينما المصرية بأعمال خالدة، وذلك يوم 14 أيار/مايو عام 1955، عن عمر يناهز الـ44 عاماً، في السويد.

وصل جثمان أنور وجدي إلى مصر قادمًا من ستوكهولم بالسويد، مع زوجته الفنانة ليلي فوزي، في 14 مايو عام 1955، وتجمع أفراد العائلة والأصدقاء حولها لمواساتها وأخذوها إلي منزلها وتركوا الجثمان في حراسة موظف بمكتبه يدعى الخواجة "ليون"، وحين وجد هذا الموظف أنه أصبح وحيداً مع الجثمان وسط مطار القاهرة الدولي فكر في الذهاب بالجثمان إلي مكتب أنور وجدي بوسط البلد فوجده مغلقاً فاتجه إلي منزله ليجده هو الآخر مغلقاً فقرر المبيت مع الجثمان في ميدان التحرير حتى صباح اليوم التالي لتشيع الجنازة ودفنه في مقبرته الخاصة بالإمام الشافعي.