حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

بسبب التغيرات المناخية العثور علي جثمان مغامر فقد من 37 سنه

رفات المغامر
-

مرَّت الأعوام والثلوج الكثيفة تكتسي نهر جليدي في الجانب السويسري من جبال الألب بالبياض الناصع. تختبئ تحت هذا الجليد البارد حكاية مأساوية لمتسلق ألماني فُقد أثره منذ عام 1986. كان يومها الثامن والثلاثين من عمره عندما انطلق بجرأة نحو قمة جبلٍ شاهق، يطمح لاقتناص لحظة الانتصار والتحدي فوق قمتها.

وقد توارت ذكرياته وآماله تحت طبقات الثلج الكثيفة، حيث لم تكن مهمة البحث عنه سهلة بل كانت مستحيلة في ذلك الزمن بسبب كثافة الجليد. حينها، تأجل الأمل وسط مخاوف أن يكون قد انتهى طريقه إلى العودة.

التغيرات المناخية تكشف رفات المغامر المفقود

ولكن عجلة الزمن لا تتوقف، ومعها جاء التغيرات المناخية التي شكلت صفحة جديدة في القصة. بفعل الاحتباس الحراري وتغير المناخ، بدأ الجليد يذوب تدريجيًا، مُكشِفًا عن ما كان يخفيه لعقود طويلة. ظهرت نهاية المتسلق الألماني المفقود في الثمانينات بين يدي الجليد المذاب، مُكشِفًا عن جثته المحتبسة تحت الجليد.

اكتشفوا الباحثون السويسريون رفات المتسلق الألماني، وأكد الطب الشرعي هويته، وأعطى لروحه مكانها الحقيقي بعد سنوات طويلة من الغياب. كانت المفاجأة كبيرة، حيث عاش الأقارب والمحبون فترة طويلة من الحزن والاستسلام لفقدان شخص غالٍ.

التوغل في أعماق الطبيعة البرية

تبقى قصة المتسلق الألماني الذي حلم بالتوغل في أعماق الطبيعة البرية، ثرًا ثمينًا في هذا النهر الجليدي. قد تكون ألوان الطبيعة قد انغمست باللون الأبيض لفترة طويلة، ولكن الوقت والتغيرات تجلب الكثير من الأشياء المدفونة إلى العلن، ليروي الجليد قصصًا غائبة لأجيال.

وهكذا، بعد كل تلك السنوات، عاد المتسلق الألماني ليخبرنا عن تجربته القاتمة في جبال الألب، تحت ظلال الجليد المنصهر، بينما تتساقط ثلوجٌ أخرى تحمل في طياتها قصصًا أخرى عن أبطال ضائعين.