حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

الفرح الذي تحوّل إلى مأتم.. مقتل مزارع على يد شقيقه بطلقة خرطوش في حفل حنة بالمنوفية

اسعاف
-

تحول الفرح إلى مأتم، والضحكة إلى دموع، والزغاريد إلى صرخات... هكذا كان المشهد المؤلم في قرية كفر أبو محمود التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، حين فقدت الأسرة فرحتها في لحظة مأساوية بعدما لقي مزارع مصرعه برصاصة طائشة من بندقية خرطوش أطلقها شقيقه الأصغر ابتهاجًا بحفل حنة نجل شقيقهم الثالث.

الواقعة المؤسفة أعادت إلى الأذهان خطر العادات الموروثة الخاطئة، وعلى رأسها إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات، والتي كثيرًا ما تحوّل الأفراح إلى مآتم، كما حدث في هذه القرية الهادئة التي لم تكن تتوقع أن تنقلب ليلة العُرس إلى يوم من الحزن والبكاء.

تفاصيل الواقعة.. فرحة لم تكتمل

تلقى اللواء محمود الكموني، مدير أمن المنوفية، إخطارًا عاجلًا من مركز شرطة أشمون يفيد بمصرع أحد المواطنين خلال حضور حفل حنة في القرية.

وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ، حيث تبين أن المجني عليه يُدعى "ع.م.ع"، ويبلغ من العمر 55 عامًا، ويعمل مزارعًا، وقد توفي متأثرًا بإصابته بطلق ناري في الوجه والرأس.

وكشفت التحقيقات الأولية أن الشقيق الأصغر للمجني عليه كان يحتفل بطريقة اعتادها البعض، حيث أطلق طلقات من بندقية خرطوش في الهواء احتفالًا بالحنة، لكن إحدى الطلقات أصابت شقيقه الأكبر عن طريق الخطأ، لتُسفر عن مقتله في الحال أمام أعين الحضور.

من الزفاف إلى الجنازة.. القرية تحت الصدمة

حالة من الصدمة والذهول سيطرت على أهالي القرية، الذين لم يصدقوا أن "فرحة ابن البلد" ستتحول بهذه السرعة إلى جنازة شعبية خرجت من نفس المكان الذي خُطط أن يكون مسرحًا للبهجة.

وقال أحد الجيران، باكيًا: "كنا بنجهز للفرح، وكله كان فرحان.. وفجأة سمعنا صرخة.. لقينا ع.م واقع والدم مغرق الأرض". وأضاف آخر: "الشقيق الأصغر منهار، ما كانش يقصد يضربه.. بس الطلقة خرجت غلط".

إجراءات قانونية.. والنيابة تحقق

تم نقل الجثمان إلى مستشفى أشمون العام، وتمكنت قوات الأمن من ضبط الشقيق الأصغر وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة، وهو بندقية خرطوش غير مرخصة، بحسب ما ورد في المحضر.

وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، فيما باشرت النيابة العامة التحقيقات لكشف ملابسات الحادث، وطلبت تقرير الطب الشرعي حول أسباب الوفاة، كما أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيق.

دعوات لتجريم إطلاق النار في المناسبات

تأتي هذه الحادثة لتفتح من جديد ملف إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات، وهي عادة لا تزال تمارس في بعض القرى رغم التحذيرات الرسمية والقانونية. وناشد العديد من المواطنين الدولة بتشديد العقوبات على إطلاق النار العشوائي، واعتباره جريمة جنائية تهدد الأمن المجتمعي.

كما طالبوا بتكثيف حملات التوعية في الريف والمناطق الشعبية حول خطورة استخدام الأسلحة، حتى في سياق الاحتفال، لأن الرصاصة لا تميز بين العدو والحبيب.

الفرح لا يكتمل إلا حين يكون خاليًا من الخطر والدماء

رحل المزارع "ع.م.ع" في لحظة كان ينتظر فيها أن يفرح بنجل شقيقه، لكنه لم يعلم أن الرصاصة ستغدر به من يد أقرب الناس إليه. حادثة مؤلمة تذكرنا بأن الفرح لا يكتمل إلا حين يكون خاليًا من الخطر والدماء، وأن الاحتفال لا يحتاج إلى سلاح، بل إلى سلام.