جنايات دمنهور تعدّل توصيف تهمة المتهم في قضية الطفل ياسين العدل إلى ”هتك عرض طفل تحت التهديد”

في تطور لافت شهدته جلسات محاكمة المتهم في قضية الاعتداء على الطفل ياسين يحيى العدل، قررت محكمة جنايات دمنهور خلال نظرها للقضية، تغيير القيد والوصف القانوني للتهمة الموجهة إلى المتهم، ليصبح: "هتك عرض طفل تحت التهديد"، وهو ما يعني الاعتراف بوجود عنصر الإكراه أو الترويع خلال ارتكاب الجريمة.
ويُعد هذا التغيير تحولًا جوهريًا في مسار القضية، حيث يُضفي بعدًا أكثر خطورة على الواقعة، ويفتح الباب أمام تشديد العقوبة القضائية المحتملة، استنادًا إلى مواد قانون العقوبات المصري التي تنص على أحكام مغلظة في حال ارتكاب الجريمة تحت التهديد أو الإكراه.
تفاصيل الجلسة وتحرك المحكمة
عقدت الجلسة اليوم برئاسة المستشار محمد الشربيني وعضوية المستشارين أحمد العطار ووليد عبد المنعم، وبدأت بعرض النيابة العامة تقريرًا مفصلًا حول ملابسات الجريمة وما تضمنته التحقيقات من أدلة طبية وتقارير نفسية وشهادات شهود تؤكد أن الطفل تعرض للاعتداء في ظروف حملت تهديدًا مباشرًا.
وبناء على تلك المستجدات، تقدّمت النيابة بطلب لتعديل وصف التهمة، وهو ما وافقت عليه المحكمة، معتبرة أن الوقائع كما وردت في التحقيقات تستوجب توصيفًا أشد لما اقترفه المتهم.
أبعاد قانونية جديدة
يُعد "هتك عرض طفل تحت التهديد" من التوصيفات القانونية ذات العقوبات المغلظة، والتي قد تصل إلى السجن المشدد أو المؤبد، لا سيما حين يكون المجني عليه قاصرًا. وقد شددت المحكمة في مداولاتها على خطورة الواقعة من الناحية الأخلاقية والمجتمعية، مؤكدة أن حماية الطفولة من الانتهاكات يجب أن تكون في صدارة أولويات العدالة الجنائية.
خلفية القضية
يذكر أن الطفل ياسين يحيى العدل، البالغ من العمر 11 عامًا، كان قد تعرض لحادثة اعتداء أثارت موجة من الغضب الشعبي، بعد أن كشفت أسرته عن الواقعة وقامت بالإبلاغ عنها في حينها. وأسفرت التحقيقات التي أجرتها النيابة عن ضبط المتهم الرئيسي وإحالته إلى محكمة الجنايات، بعد توفّر الأدلة التي تشير إلى ارتكابه الجريمة تحت ظرف التهديد.
ردود فعل واسعة
لاقى تعديل التهمة ترحيبًا واسعًا بين المتابعين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا أن وصف الجريمة وفقًا لحقيقتها الكاملة هو الخطوة الأولى في تحقيق العدالة. كما دعت جمعيات حماية الطفل إلى تغليظ العقوبات على مرتكبي مثل هذه الجرائم، وضرورة تسريع إجراءات المحاكمة في القضايا ذات الطابع الإنساني العاجل.
ما القادم في القضية؟
من المقرر أن تستكمل المحكمة نظر القضية في جلسات لاحقة، سيتم خلالها الاستماع إلى باقي الشهود، إلى جانب عرض تسجيلات وكشوفات إضافية ضمن ملف الدعوى. ويتوقع مراقبون أن يتم النطق بالحكم خلال أسابيع قليلة، في حال اكتمال الأدلة وسماع كافة أطراف القضية.
حساسية القضاء المصري تجاه قضايا الطفولة والاعتداءات الجنسية
تعديل القيد والوصف القانوني في قضية الطفل ياسين يحيى العدل يؤكد على حساسية القضاء المصري تجاه قضايا الطفولة والاعتداءات الجنسية، ويعكس حرص المحكمة على أن تكون المحاكمة شاملة ودقيقة. وتبقى هذه الخطوة مؤشرًا على أن العدالة تسير نحو محاسبة رادعة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الأطفال في المجتمع.