ضرب بالشومة في الإسماعيلية.. المزاح يتحول إلى عنف وطالب ينقل للمستشفى

أثارت مقاطع فيديو تم تداولها على أحد حسابات مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغضب والاستياء بين رواد السوشيال ميديا، بعد أن ظهرت خلالها فتاة تستغيث وتشكو من تعرض شقيقها للضرب بعنف باستخدام عصا خشبية (شومة) على يد أحد الأشخاص، مما تسبب في إصابته بجروح في الوجه، في واقعة وقعت بمحافظة الإسماعيلية.
فيديو استغاثة يكشف عنفًا طلابيًا
الفيديوهات التي تم تداولها على نطاق واسع تضمّنت استغاثة من شقيقة المجني عليه، تطالب فيها بسرعة التحرك لضبط الجاني وإنقاذ شقيقها الذي تم نقله إلى المستشفى متأثرًا بجروح في وجهه، إثر اعتداء وصفته بـ"الوحشي"، مؤكدة أن الحادثة تم توثيقها بالصور والتقارير الطبية.
تحرك أمني سريع للتحقق من الواقعة
وعلى الفور، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا كشفت فيه ملابسات الواقعة، موضحة أنه بتاريخ 4 مايو 2025، تلقى قسم شرطة ثان الإسماعيلية بلاغًا من إحدى المستشفيات يفيد بوصول طالب (17 عامًا)، مقيم بدائرة القسم، مصابًا بجرح في الوجه، نتيجة الاعتداء عليه بعصا خشبية.
وبسؤال الطالب المصاب، أشار إلى أن المعتدي عليه هو طالب آخر يقيم في ذات المنطقة، وقد قام بضربه أثناء "مزاح ثقيل" بينهما، تطور إلى اعتداء بدني مباشر باستخدام "شومة"، وذلك أثناء تواجدهما في أحد شوارع الدائرة السكنية.
ضبط المتهم في نفس اليوم
وأكّدت الداخلية أن الأجهزة الأمنية تحركت فور تلقي البلاغ، وتمكنت من ضبط المشكو في حقه في نفس اليوم، وبمواجهته بالاتهامات أقرّ بارتكابه الواقعة، موضحًا أن الأمر "لم يكن مقصودًا بالكامل"، لكنه تطور نتيجة تبادل مزاح عنيف بين الطرفين خرج عن السيطرة.
الإجراءات القانونية مستمرة
تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وجرى عرض المتهم على النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وطلبت تحريات إضافية حول ملابسات الحادث، ومدى تكرار مثل هذه الاعتداءات في المنطقة، مع استمرار متابعة الحالة الصحية للمجني عليه.
ردود فعل غاضبة على منصات التواصل
وقد أثارت الواقعة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن استنكارهم لتحول المزاح بين الشباب إلى عنف جسدي قد يهدد الحياة، وطالب البعض بضرورة نشر التوعية بين طلاب المدارس والجامعات حول مخاطر المزاح الجسدي والعنف اللفظي.
وكتب أحد المتابعين تعليقًا على الحادث: "من أمتى المزاح بقى شومة؟! ده لازم يتحاسب عشان يكون عبرة"، بينما علّقت أخرى: "الموضوع ما ينفعش يعدي بالساهل.. دا مش هزار، دا شروع في إيذاء بدني".
العنف بين الأصدقاء.. ظاهرة بحاجة للردع
وتعيد هذه الواقعة إلى الأذهان حالات مماثلة من العنف بين الأصدقاء والمعارف، والتي بدأت في الآونة الأخيرة تتكرر على خلفية ما يُسمى بـ"الهزار الثقيل"، ما يستدعي وقفة مجتمعية جادة، تشمل التربية الأسرية والمدرسية وتفعيل قوانين الردع السريع.
وتشير الدراسات النفسية والاجتماعية إلى أن غياب الحوار والتوعية والانضباط في العلاقات الشبابية هو أحد الأسباب الرئيسية لتحول النزاعات العابرة إلى عنف بدني، خصوصًا في بيئات يغيب فيها الإشراف الأسري أو المدرسي.