حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

تيك توك في مرمى الاتهام.. ”أم رودينا” ووالدتها أمام القضاء بتهم خدش الحياء والتسول الإلكتروني

تسول الكتروني
-

في واحدة من القضايا التي سلطت الضوء على الجانب المظلم لمنصات التواصل الاجتماعي في مصر، ألقت الأجهزة الأمنية بمحافظة كفر الشيخ القبض على التيك توكر المعروفة باسم "أم رودينا" ووالدتها، بعد سلسلة من الفيديوهات التي أثارت موجة من الاستياء والغضب، لما تحويه من محتوى اعتُبر خادشًا للحياء ومخالفًا لقيم المجتمع المصري، فضلاً عن اتهامات بالتسول الإلكتروني والتربح غير المشروع.

تفاصيل الواقعة: بث مباشر من قلب الأزمة

بدأت خيوط القضية في التكوّن بعدما رصدت أجهزة الأمن مقاطع فيديو عبر تطبيق "تيك توك" تظهر فيها "أم رودينا" ووالدتها وهما تطلبان أموالاً من المتابعين بطريقة غير مباشرة، مستخدمتين أسلوبًا يوحي بالحاجة الماسة، مصحوبًا بإيحاءات لفظية وحركية لا تتناسب مع تقاليد المجتمع المصري.

الساعة بـ 30 ألف جنيه! إيه حكاية أم رودينا اللى بتعمل فيديوهات من على ...

وبناءً على تحريات موسعة، تم تتبع مكان تواجدهما والقبض عليهما داخل منزلهما بعزبة فرج التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، وذلك بعد توثيق عدد كبير من المقاطع التي تؤكد وجود نية للتربح عبر أساليب غير أخلاقية ومخالفة للقانون.

صدمة التحريات: أموال طائلة ومظاهر ترف

كشفت التحريات أن "أم رودينا" ليست كما تظهر في فيديوهاتها، حيث تمتلك حسابًا بنكيًا وشهادات استثمار بقيمة 2.4 مليون جنيه، بالإضافة إلى ودائع بقيمة 700 ألف جنيه، ومحافظ إلكترونية وهاتفين محمولين. كما تبيّن أنها اشترت سيارة موديل 2022 من حصيلة التبرعات التي كانت تحصل عليها من متابعيها على "تيك توك"، مستخدمة عقد بيع ابتدائي للتمويه وعدم تسجيلها باسمها الرسمي.

الإجراءات القانونية: الحزم في وجه العبث الإلكتروني

تك توك من مصر أم رودينا ترند العيد ???? - YouTube

باشرت جهات التحقيق عملها، وقررت حبس "أم رودينا" ووالدتها لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت إليهما عدة تهم، أبرزها:

  • بث مشاهد خادشة للحياء العام.

  • الاعتداء على القيم الأخلاقية الأسرية.

  • التسول الإلكتروني واستغلال المحتوى لاستدرار تعاطف المتابعين وجمع الأموال.

  • التربح من خلال وسائل غير مشروعة.

  • نشر محتوى مخالف للآداب العامة والمبادئ المجتمعية.

ردود الفعل: دعوات لضبط المحتوى الرقمي

قوبلت الواقعة بموجة من الغضب على منصات التواصل، حيث طالب المواطنون الدولة بتشديد الرقابة على محتوى السوشيال ميديا، ومحاسبة كل من يستغل هذه المنصات لتشويه صورة المجتمع أو استغلال ظروف المتابعين لأغراض مادية بحتة.

كما ناشد حقوقيون وخبراء اجتماعيون بضرورة تفعيل دور التربية الإعلامية والرقمية داخل المدارس والجامعات، لتوعية النشء بخطورة المحتوى غير الأخلاقي، وطرق التعامل مع المحتوى الرقمي بمسؤولية.

ظاهرة تستدعي التوقف: من التسلية إلى الانفلات

لم تعد منصات مثل "تيك توك" مجرد وسيلة للترفيه أو التعبير عن الذات، بل تحوّلت لدى البعض إلى مصدر للربح السريع ولو على حساب الكرامة والقيم. ولعل ما يثير القلق أكثر هو ازدياد عدد المستخدمين القُصّر الذين يتعرضون لمثل هذا المحتوى دون رقابة أو وعي كافٍ بخطورته.

ام رودينا المليونيرة مزال كتشحت في التيك توك - YouTube

التوعية ضرورة لا رفاهية

يؤكد خبراء الإعلام الرقمي أن مواجهة هذه الظواهر تتطلب شراكة بين الدولة والمجتمع، من خلال:

  • سن تشريعات رادعة تجرم صراحة كل أشكال المحتوى الخادش أو المضلل أو المحرض على السلوكيات السلبية.

  • تعزيز التوعية المجتمعية بآداب استخدام السوشيال ميديا.

  • دعم المحتوى الهادف الذي يرسّخ القيم الإيجابية ويُظهر النماذج الجيدة في المجتمع.

  • مراقبة الأهل لأطفالهم وتعليمهم كيفية التبليغ عن المحتوى الضار.