حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

القطرة القاتلة .. قصة سيدة دفعت حياتها ثمنا للثقة في صلة الدم

جثة
-

داخل شقة بسيطة بمنطقة المنيرة الغربية، كانت تعيش سيدة خمسينية لم تتزوج يوما، أفنت عمرها في تربية أبناء أشقائها، واعتبرت أولادهم أبناء لها، تمنحهم الحنان والعطاء، وتفتح لهم بابها في كل وقت دون حساب، لكن لم تكن تعلم أن أحد هؤلاء، سيحمل لها نهاية مأساوية، ويقابل إحسانها بالغدر.

"لقيتها مرمية على الأرض افتكرتها نايمة" بهذه الكلمات بدأت ابنة شقيقتها بلاغها أمام المقدم يوسف رشوان، رئيس مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية، بعدما عثرت على جثة عمتها ملقاة داخل الشقة، والهدوء يكسو ملامحها كأنها غفت إلى الأبد، لا صراخ ولا مقاومة، فقط جسد فقد الحياة، وهاتف محمول وأموال لم تعد في مكانها.

شعرت الأسرة كلها بصدمة، بعدما تأكدوا من وفاتها، وبالأخص حينما اخبرتهم الشرطة بأن هناك شبهة جنائية حول الواقعة، وأن هناك شخصا ما قام بقتلها، حيث أنها لم تكن سيدة عادية، بل كانت الحضن الدافيء لكل من ضاقت به الدنيا، معروف عنها الكرم والستر، حتى جيرانها بكوا يومها، وقالوا بصوت واحد: "كانت ست بـ100 راجل، مين يعمل فيها كده؟".

جاءت تحريات المباحث مفاجئة للجميع، فلم يكن الجاني غريبا، ولا لصا متسللا، بل شابا يبلغ من العمر 31 سنة، نجل شقيقة المجني عليها يدعى محمد، الذى نشأ وتربي على يدها، ابن الأخت التي وقفت بجوارها يوم ولادته، وربما كانت أول من حملته بعد أمه.

الشاب الذي دخل شقتها كعادته، جلس معها وتحدث، وشرب من مائها، ثم دس لها قطرة طبية في زجاجة المياه، فقدت الوعي بعدها بدقائق، لم تكن تعلم أن هذه الزجاجة هي رسالتها الأخيرة مع الحياة، وأن من قدمها لها لا يحمل سوى نية الغدر.

وبسؤال نجلة شقيق المجنى عليها، قالت إن المتهم مدمن مواد مخدرة، مضيفه أنه مسجل وله معلومات جنائية، قائلة":من فترة ولع فى بيت والدته واتحبس ولسه خارج من السجن قريب".

تلقى المقدم يوسف رشوان، رئيس مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية بمديرية أمن الجيزة، بلاغا من سيدة يفيد بعثورها على جثة عمتها، البالغة من العمر 53 عامًا، داخل شقتها، واختفاء أموالها وهاتفها المحمول، واشتبهت في وفاتها جنائيا.

وبالانتقال والفحص تبين وجود شبهة جنائية، وبعمل التحريات، تبين أن المتهم يبلغ من العمر 31 سنة، نجل شقيقة المجني عليها

وبإعداد الأكمنة اللازمة، تمكنت قوة من وحدة المباحث من ضبط المتهم، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.

وبمواجهته اعترف بجريمته، مؤكدا أنه وضع قطرة طبية داخل زجاجة مياه وقدمها لخالته، مما أفقدها الوعي، فاستولى على أموالها وهاتفها، وقال المتهم: "كنت محتاج فلوس، ولما فكرت أسرقها خوفت تصرخ، فقررت أخليها تنام"، لم يدرك أن النوم هذه المرة أبدي، وانه لم يسرق هاتفها ولا اموالها فقط، بل سرق عمرها.
واختتم قائلا،:"مكنتش أقصد أموتها".

وطلبت النيابة التحريات حول الواقعة كما أمرت بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجنى عليها وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية.