حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

جندي أمريكي يقتل بناته الثلاث خلال رحلة تخييم غامضة بواشنطن

الاب القاتل وبناتة الثلاث
-

في واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي شهدتها الولايات المتحدة هذا العام، صُدمت ولاية واشنطن بحادث مروع هزّ مشاعر الأميركيين، بعدما تم العثور على جثث ثلاث طفلات داخل معسكر جبلي ناءٍ، قُتلن على يد والدهن الجندي السابق، في جريمة ما زالت تفاصيلها الكاملة تُفكك يوماً بعد يوم.

الواقعة بدأت عندما فقدت أم ثلاث فتيات الاتصال بهن خلال رحلة تخييم خطط لها والدهن، ترافيس كاليب ديكر، البالغ من العمر 32 عامًا، وهو جندي سابق في الجيش الأمريكي شارك في مهام قتالية بأفغانستان. وعلى الفور، أبلغت الأم السلطات باختفاء بناتها الصغيرات، لتبدأ عملية بحث عاجلة.

الطفلات الثلاث.. ضحايا براءة في العراء

عُثر على جثث الفتيات، واللاتي تتراوح أعمارهن بين 5 و9 سنوات، في موقع تخييم جبلي ناءٍ، محاط بغابات كثيفة على مشارف مدينة ليفنوورث بولاية واشنطن. المكان الذي كان يُفترض أن يكون نزهة ترفيهية، تحوّل إلى مسرح جريمة لا تُنسى.

المحققون أكدوا أن الجريمة وقعت في منطقة وعرة يصعب الوصول إليها، الأمر الذي تطلب الاستعانة بفرق إنقاذ خاصة وطائرات هليكوبتر للمسح الجوي، في ظل تقلبات الطقس وصعوبة التضاريس.

ماضٍ عسكري وحالة نفسية منهارة

ترافيس ديكر خدم في الجيش الأمريكي 8 سنوات، وشهد معارك مباشرة في أفغانستان. وتُظهر الوثائق القضائية أن طليقته كانت قد حذرت مرارًا من تدهور حالته النفسية، إذ كان يعيش مؤخرًا داخل شاحنته، ويعاني من اضطرابات واضحة في السلوك والتفكير، ما دفعها سابقًا لطلب مراجعة اتفاقية الحضانة.

ووفقًا لأقوالها، فإن ديكر بدأ يُظهر ميولًا انعزالية وسلوكًا عدوانيًا في الأشهر الأخيرة، وكان يرفض الحديث عن مستقبله أو مستقبل بناته، بل بدا كما لو كان يستعد لنهاية درامية.

أين كان نظام الإنذار؟ المجتمع يطرح الأسئلة

على الرغم من البلاغ الرسمي الذي قدّمته الأم للشرطة بعد تأخر والد الفتيات في إعادتهن من رحلة التخييم، إلا أن نظام "Amber Alert" المخصص لتحذير المجتمع من حالات اختطاف الأطفال لم يُفعّل في حينه، وهو ما أثار موجة من الغضب والتساؤلات.

ناشطون وحقوقيون طالبوا السلطات الفيدرالية بمراجعة إجراءات إطلاق إنذار الخطر للأطفال، معتبرين أن تأخير التحرك ساهم في وقوع المأساة، أو على الأقل، فشل في منعها.

المجتمع يتفاعل.. ودعم مالي للأم المفجوعة

المأساة ألهمت تعاطفًا شعبيًا واسعًا في مختلف أنحاء الولايات المتحدة. فقد أُطلقت حملة تبرعات على الإنترنت لدعم الأم المنكوبة، تخطت في أيامها الأولى حاجز المليون دولار، وسط تعليقات مفعمة بالحزن والغضب والدعاء.

وقالت إحدى المتبرعات: "هذه ليست فقط جريمة، بل فشل جماعي في حماية الأطفال من خطر كان معروفًا ومتوقعًا. يجب أن يُحاسب الجميع."

المطاردة مستمرة.. ديكر لا يزال هاربًا

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا يزال ترافيس ديكر فارًا من العدالة، وسط مخاوف من امتلاكه سلاحًا ناريًا وخطورة مفرطة في التعامل معه. وقد أعلنت السلطات عن مكافأة مالية كبيرة لمن يُدلي بمعلومة تؤدي إلى اعتقاله، في حين يستمر الحرس الوطني والشرطة المحلية في تمشيط الغابات الجبلية بحثًا عنه.

النهاية مفتوحة.. ولكن الألم مستمر

جريمة ديكر لم تكن فقط قتلًا جسديًا لبناته، بل طعنة في قلب مؤسسة الأسرة، وفي روح المجتمعات التي تضع ثقتها في أبطال سابقين للجيش. ومع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال الكبير: هل كانت هذه الجريمة نتيجة اضطراب نفسي مُهمل؟ أم أن هناك ما هو أعمق وأخطر خلف هذه المأساة؟