الأم القاتلة.. مأساة تهز العمرانية بعد العثور على جثتي طفلين مكبلين داخل شقتهما

في إحدى زوايا حي العمرانية الهادئ بمحافظة الجيزة، كانت الجدران شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم التي مزقت قلوب الجميع، حين تحوّل حضن الأم ذلك الملاذ الآمن الذي خلق لحماية الأبناء إلى فخٍ للموت، ووسيلة لإنهاء حياة طفلين لم يتجاوز أكبرهما الخامسة من عمره.
في بداية خيط المأساة، وردت مكالمة هاتفية من سيدة إلى شقيقها، كانت كلماتها مشوشة، محمّلة بثقل نفسي واضح، تطلب منه رعاية طفليها، وتلمح بشكل غامض إلى رغبتها في إنهاء حياتها، لم يتخيل أحد حينها أن هذه الكلمات ستكون تمهيدا لفاجعة تزلزل الشارع بأكمله.
داخل شقة سكنية متواضعة بمنطقة العمرانية، كان طفلان يخلدان إلى النوم كعادتهما، دون أن يدركا أن ليلة غير عادية تنتظرهما، لم تصدر منهما أي مقاومة، ربما لثقتهما المطلقة بمن حولهما، وبعد وقت قصير، كانت جثتاهما ملقتين داخل الغرفة، موثقتين، وعليهما آثار تعذيب بدني واضح.
كل تفصيلة في المشهد كانت تقول إن الجريمة لم تكن وليدة لحظة، بل نتيجة مشاعر مختلطة وأفكار مظلمة تراكمت حتى انفجرت على جسدين صغيرين لا حول لهما ولا قوة ومن الأم التي هي رمز الحنان لدي أبنائها تحولت لقاتلة تستطيع أن تنهي حياة أبنائها بأيديها.
في توقيت متأخر من الليل، عاد الأب إلى منزله بعد محاولات فاشلة للتواصل مع زوجته هاتفيا، فتح الباب ليواجه صمتا مريبا، وما إن دخل غرفة أطفاله حتى وجد المشهد الكامل للجريمة، طفلان بلا حراك، وجثتان تحملان كدمات وتهشما في مناطق متفرقة، المنزل الذي كان شاهدا على ضحكاتهم، أصبح مسرحا لصورة مأساوية لن تمحى من الذاكرة.
تلقى المقدم أيمن السكوري رئيس مباحث قسم العمرانية بمديرية أمن الجيزة بلاغا من والد الطفلين "أدهم ونوح" 5، و3 سنوات علي الترتيب، يفيد بالعثور عليهما جثتين هامدتين داخل الشقة، مع الإشارة إلى اختفاء والدتهما منذ ساعات، انتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث، وباشر فريق البحث الجنائي جمع الأدلة والمعاينة والتحريات.
تبين من المعاينة أن الطفل الأكبر يبلغ من العمر 5 سنوات، بينما لم يتجاوز شقيقه الأصغر 3 سنوات، وكلاهما كان مكبل اليدين، وعليه آثار عنف وتعذيب.
عقب ارتكاب الجريمة، غادرت الأم المتهمة مسرح الواقعة وتوجهت إلى منزل إحدى صديقاتها، ثم اختفت مجددا قبل وصول رجال المباحث، وبتتبع خط سيرها، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من ضبطها أثناء وقوفها على كورنيش النيل في حالة انهيار.
تم اقتياد المتهمة إلى ديوان القسم، وبتكثيف التحريات ومراجعة الكاميرات والاستماع إلى الشهود، تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة والعرض على النيابة العامة والتي أمرت بتشريح جثتي الطفلين لبيان أسباب الوفاة.
كما قررت حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات وعرضها على مستشفى الطب النفسي، مع طلب تحريات تكميلية حول الواقعة وجارٍ استكمال التحقيقات.