بعد 12 يومًا من البحث.. صلاة الغائب على شاب مفقود في مياه رأس البر والقلوب لا تزال تنتظر المعجزة

بعد مرت 12 يومًا على غيابه وعيون أهله لم تعرف طعم النوم وقلوبهم لم تفقد الأمل رغم قسوة الواقع.. قصة الشاب المفقود في مياه رأس البر تحولت إلى ملحمة من الحزن والصبر، امتزج فيها الألم البشري بالتسليم لقضاء الله.
كان الأمل في البداية كبيرًا، خاصة بعد أن تطوع العشرات من الغواصين والصيادين من رأس البر وعزبة البرج لتمشيط مياه النيل والبحر، ولم يتوقفوا يومًا عن الغوص أو المسح، في مشهد جسّد أسمى معاني التكاتف الإنساني.
لكن مرت الأيام، وتعاقبت الليالي، والمياه لم تبح بسرّها بعد.
لا جثمان.. ولا أثر. فقط موجة صمت تطبق على كل شيء.
جهود تطوعية وقلوب معلقة
"أقسم بالله ما سبنا شبر في الشاطئ إلا وفتّشناه".. هكذا عبّر أحد الغواصين المتطوعين من عزبة البرج، وهو يروي تفاصيل عمليات البحث التي استمرت لأيام متواصلة تحت أشعة الشمس الحارقة وفي مياه متقلبة، مليئة بالتيارات الجارفة.
العشرات من الصيادين تركوا شباكهم، وانضموا للمهمة، علّهم يعيدون الجثمان إلى أهله ولو لتلقي نظرة الوداع الأخيرة. ولكن رغم كل المحاولات، ظل البحر صامتًا.
فتوى لطمأنة القلوب.. هل نصلي الغائب؟
مع استمرار اختفاء الجثمان، بدأ أهل الفقيد يشعرون بأن الأمل يتضاءل، وأن انتظار العودة بات مؤلمًا أكثر من الفقد نفسه.
وهنا بدأ التساؤل: هل يجوز أن نصلي عليه صلاة الغائب؟
ومن هنا، توجهت الأسرة إلى إدارة أوقاف السنبلاوين، وبدأت إجراءات استصدار فتوى شرعية تجيز صلاة الغائب على روح ابنهم الذي ابتلعته المياه ولم يظهر له أثر.
وبعد دراسة الحالة وتوثيق كافة المحاولات للعثور عليه، تمت الموافقة الشرعية على أداء صلاة الغائب عليه، كنوع من التكريم لروحه، والطمأنينة لأهله، والدعاء أن يجمعهم الله به في دار الحق.
هل يظهر في مكان بعيد؟ العلم عند الله
يقول أحد كبار الصيادين:
"التيارات في رأس البر معقدة جدًا، وفي حالات نادرة جدًا بيظهر الجثمان في منطقة بعيدة عن نقطة الغرق بكتير.. ممكن في كفر البطيخ أو حتى دمياط أو بحيرة المنزلة".
ولكن لا أحد يعلم على وجه اليقين، أين ذهب الجثمان؟ هل لا يزال في عمق البحر؟ أم جرفته المياه إلى مكان بعيد؟ أم أنه لن يظهر أبدًا؟
العلم عند الله وحده.
مشهد صلاة الغائب.. دموع وكسر في القلب
وفي ساحة مسجد صغير بمركز السنبلاوين، اجتمع الأهل والأحباب والجيران، وأقيمت صلاة الغائب على الشاب الذي لم يجدوه، ولكنهم لم ينسوه.
الدموع سبقت الصلاة، والتكبير كان يخرج من صدور محطمة، تشققت من الحزن والانتظار، والأمل في لقاء في الآخرة أصبح عزاءً وحيدًا