جريمة دم في أسيوط.. عمه وابن عمه أنهيا حياته طمعًا في توك توك وجرعة مخدر

في جريمة مأساوية تُدمي القلوب وتُسقط ما تبقى من الرحمة، دُفن الشاب محمود صالح عبدالرحمن، البالغ من العمر 17 عامًا، ضحية الغدر والخيانة، ليس على يد غرباء أو مجهولين، بل على يد أقرب الناس إليه: عمه وابن عمه، اللذين لم يتورعا عن قتله بدمٍ بارد طمعًا في "توك توك" لا يساوي شيئًا أمام حياة إنسان، وجرعة مخدر "شبو" أنهت ضمائرهم قبل أن تنهي مستقبله.
شاب بسيط بأحلام متواضعة
كان محمود شابًا بسيطًا، لا يحمل في قلبه إلا الطيبة وفي عينيه أحلام شاب في مقتبل الحياة. خرج يوميًا بتوك توكه الصغير، يجوب شوارع قريته جزيرة المطمر التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، محاولًا إعالة أسرته بشرف وكدّ، دون أن يخطر بباله أن الخطر الأكبر سيأتي من أقرب الناس إليه.
غياب محمود المفاجئ أثار قلق أسرته، التي بدأت رحلة بحث مضنية استمرت ليومين، طرقوا خلالها كل باب وسألوا كل جار، حتى جاء النبأ الذي لم تتحمله القلوب: جثة محمود ملقاة داخل إحدى المقابر، في مشهد مأساوي لا يمكن وصفه.
تحقيقات وتحريات صادمة
انتقل رجال مباحث مركز شرطة ساحل سليم إلى موقع العثور على الجثة، بقيادة المقدم مصطفى هاشم، حيث تم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة.
وبعد سلسلة من التحريات المكثفة وجمع الأدلة، كانت الصدمة الكبرى: الجناة من الأسرة نفسها، عمه وابن عمه، الذين خانوا صلة الدم وارتكبوا جريمتهم بدافع السرقة.
باعوا القرابة والرحم مقابل مخدرات
أظهرت التحقيقات أن المتهمين قررا التخلص من محمود لسرقة التوك توك الذي يعمل عليه، ثم قاموا ببيعه من أجل شراء مخدر الشابو والمواد المخدرة التي أدمنوها، لتصبح حياتهم معلقة بشيء لا يجلب سوى الهلاك.
وبعد ارتكاب جريمتهم، ألقوا بجثمانه داخل المقابر لمحاولة إخفاء آثارهم، غير أن الحقيقة لم تتأخر كثيرًا، وسرعان ما تم التوصل إليهم وإلقاء القبض عليهم.
اعترافات دامية أمام النيابة
بمواجهة المتهمين أمام أجهزة الأمن، اعترفوا تفصيلًا بارتكاب الجريمة، مؤكدين أنهم خططوا لقتل محمود وسرقة التوك توك لبيعه وتوفير المال اللازم لشراء المخدرات. جريمة بشعة دفعت أهالي القرية إلى التساؤل: "ما الذي تبقى من القيم إذا أصبح القاتل هو الأقرب دمًا؟".
رحل محمود، لكن رحيله ترك وجعًا ثقيلًا لا يُنسى في قلب أسرته التي لم تصدق أن نجلها البريء الذي خرج لكسب رزقه لن يعود، وبين سكان قريته الذين خيم عليهم الحزن والذهول، ناعين أيامًا كانت تربط الناس بالمودة، قبل أن تنكسر على يد الطمع والمخدرات والضمائر الميتة.