سطو بالسيوف والحجارة على محل مجوهرات في الجزائر.. والشرطة تحبط المخطط وتعتقل الجناة

شهدت مدينة قسنطينة الجزائرية واحدة من أبشع عمليات السطو التي وثقتها كاميرات المراقبة، حيث اقتحم ثلاثة مجرمين أحد محلات بيع المجوهرات وسط المدينة، مستخدمين الحجارة والسيوف في مشهد صادم يعكس تصاعد جرائم العنف في الآونة الأخيرة.
وأظهر مقطع فيديو نشرته الشرطة الجزائرية لحظة تنفيذ الهجوم، حيث باغت الجناة صاحب المحل ومحيطه، وبدأوا في تحطيم الواجهة الزجاجية للمحل بالحجارة، قبل أن يشهروا السيوف ويقتحموا المكان لسرقة ما تطاله أيديهم من مجوهرات.
تدخل أمني سريع.. واسترجاع المسروقات
في بيان رسمي، أكدت مصالح أمن ولاية قسنطينة أنها نجحت في وقت قياسي في تحديد هوية المتورطين وإلقاء القبض عليهم، مع استرجاع كامل المسروقات، وهو ما قوبل بارتياح شديد لدى المواطنين الذين عبروا عن تقديرهم لكفاءة وسرعة الأجهزة الأمنية.
وأضاف البيان أن الموقوفين يواجهون تهمًا خطيرة، من بينها:
-
تكوين جماعة أشرار
-
السطو باستخدام أسلحة بيضاء
-
تخريب ممتلكات الغير
استنكار شعبي واسع.. وخوف من تصاعد العنف
الحادثة أثارت استياءً واستغرابًا واسعًا بين سكان المدينة، خاصة أنها جاءت بعد أيام قليلة من جريمة مروعة هزت الرأي العام في قسنطينة، راحت ضحيتها فتاة في عمر الزهور لم تتجاوز 13 عامًا، ما دفع الكثيرين للمطالبة بتشديد العقوبات على المجرمين وتكثيف الدوريات الأمنية في الشوارع والأسواق.
وفي حديث لمواطن من المنطقة، قال: "لم نعتد على رؤية مثل هذه المشاهد، أن يقتحم محل مجوهرات في وضح النهار وبسيوف وأحجار؟! أين أصبحنا نعيش؟ يجب أن تكون هناك وقفة حاسمة من الدولة لحماية الناس وأرزاقهم."
السيوف.. سلاح المجرمين الجديد
اللافت في هذه الجريمة هو استخدام السيوف، وهي ظاهرة آخذة في الانتشار في بعض مناطق الجزائر، حيث يعتمد بعض المجرمين على الترهيب باستخدام هذا السلاح الأبيض الخطير، لما يسببه من رعب فوري، خاصة في الأماكن المزدحمة أو الأسواق.
خبراء أمنيون أشاروا إلى ضرورة تفعيل قانون حيازة الأسلحة البيضاء وتغليظ العقوبات على من يضبط بحوزته سلاحًا دون مبرر، معتبرين أن التهاون في هذه المسألة يعزز الإجرام ويوسع من رقعة التهديد للمجتمع.
الأمن يحذر.. والمجتمع يطالب بتشديد الرقابة
في ضوء هذه الجريمة، دعت السلطات الأمنية المواطنين إلى الإبلاغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة أو أشخاص يحملون أسلحة بيضاء في الأحياء والأسواق، مشددة على أن التعاون المجتمعي هو السبيل الأمثل للوقاية من هذه الظواهر الإجرامية الخطيرة.
ومع تكرار مثل هذه الحوادث، ترتفع الأصوات المطالبة بـ:
-
تركيب كاميرات مراقبة إجبارية في المحال التجارية.
-
تشديد الرقابة الأمنية حول الأسواق والمناطق الحساسة.
-
تنظيم حملات تفتيش دورية ضد حيازة السيوف والسكاكين الكبيرة.
-
تسريع وتيرة المحاكمات الجنائية في قضايا العنف والسطو المسلح.
الجريمة ناقوس خطر يدق بقوة في مدينة قسنطينة ومناطق أخرى من الجزائر
تظل هذه الجريمة بمثابة ناقوس خطر يدق بقوة في مدينة قسنطينة ومناطق أخرى من الجزائر، في ظل ما يبدو أنه تحول نوعي في أساليب الجريمة، من السرقة الخفية إلى الهجمات العنيفة العلنية. ورغم النجاح الأمني في إلقاء القبض على الجناة، فإن التحدي الأكبر يبقى في منع تكرار مثل هذه الأفعال قبل وقوعها، لضمان أمن واستقرار الشارع الجزائري.