دماء في عش الزوجية.. زوجة تذبح زوجها بعد شهرين من الزواج وتلقي بجثته في الطريق العام بالقليوبية

في واقعة مأساوية تجسد أبشع صور الخيانة الزوجية، لقي شاب ثلاثيني مصرعه على يد زوجته، التي لم تكتفِ برفضه داخليًا، بل قررت إنهاء حياته بدم بارد بعد شهرين فقط من الزواج. لم يكن "محمد" يتوقع أن النهاية ستكون على يد من ظنها شريكة عمره، لتنتهي قصة زواج قصيرة بجريمة قتل مروعة هزت مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية عام 2019.

البداية: زواج مفروض وقلب لغير الزوج

كان "محمد س."، شابًا يبلغ من العمر 30 عامًا، يعمل نجارًا، ويقيم في منطقة شبين القناطر. أراد أن يستقر ويكمل نصف دينه، فدلته إحدى قريباته على فتاة تُدعى "آية"، تبلغ من العمر 23 عامًا، وتقيم في نطاق مركز أبو زعبل.

لم تكن "آية" راغبة في هذا الزواج، إذ كانت على علاقة عاطفية بشاب آخر، لكن ضغوط أسرتها جعلتها توافق على الارتباط بـ"محمد" رغمًا عنها. تم الزفاف في مارس 2019، وانتقلت الزوجة للعيش في شقة الزوج داخل منزل أسرته، لكن الزواج لم يشهد لحظة استقرار واحدة.

زواج مضطرب.. ومحاولات فاشلة للانفصال

منذ اللحظة الأولى، بدأت الزوجة في افتعال المشكلات والخلافات، وكانت تعلن رفضها للزواج بشتى الطرق. حاولت إقناع زوجها بطلاقها أكثر من مرة، بل أخبرته صراحة بأنها تحب رجلاً آخر وتكرهه، لكنها لم تلقَ استجابة منه.

لم تستطع التأقلم، وكانت حياتهما الزوجية سلسلة من الخلافات المستمرة، حتى جاءت الليلة التي قررت فيها الزوجة إنهاء الأمر بطريقتها الخاصة.

ليلة الجريمة.. 11 طعنة أثناء نومه

في إحدى الليالي، وبعد تناول وجبة العشاء، طلب الزوج من زوجته أن تأتي إليه، لكنها رفضت بعنف قائلة: "مبحبكش"، ثم تركته وذهب لينام.

تسللت الأفكار السوداء إلى عقل "آية"، وفور تأكدها من غرق الزوج في النوم، ذهبت إلى المطبخ، وأحضرت سكينًا حادًا، ثم عادت إلى الغرفة، حيث انهالت عليه بـ 11 طعنة قاتلة في أماكن متفرقة من جسده، ليفارق الحياة في الحال غارقًا في دمائه، دون أن يدرك أن حياته تنتهي على يد زوجته.

التخلص من الجثة.. شريكة في الجريمة

بعد تنفيذ الجريمة، لجأت الزوجة إلى نجلة خالتها، واستغاثت بها لمساعدتها في التخلص من الجثة. حضرت الثانية إلى الشقة، وقامتا معًا بلف الجثة داخل بطانية، ثم حملاها وألقيا بها في أحد الطرق العامة.

بلاغ وعثور على الجثة

تلقت أجهزة الأمن بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور على جثة شاب مجهول الهوية ملفوفة داخل بطانية، وملقاة في الطريق العام بدائرة مركز شرطة شبين القناطر. تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى شبين القناطر العام، والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة، والتي أمرت بتشريحها لبيان أسباب الوفاة.

تحريات مكثفة وكشف هوية القاتلة

فور تلقي البلاغ، تم تشكيل فريق بحث بقيادة قطاع البحث الجنائي بالقليوبية، وتوصلت التحريات إلى أن المجني عليه يُدعى "محمد س."، وأن زوجته "آية" وراء ارتكاب الجريمة.

بمواجهة الزوجة، اعترفت بتفاصيل الواقعة كاملة، وقالت إنها كانت ترفض هذا الزواج منذ البداية، وإنه كان يعاشرها بالإكراه ويعذبها على حد زعمها، وبررت فعلتها بأنها حاولت إقناعه بالطلاق ولم يوافق.

وأضافت أنها انتظرت حتى نام، ثم أجهزت عليه بسكين، وبعدها اتصلت بنجلة خالتها لمساعدتها في إخفاء الجريمة.

القبض على الشريكة.. وبدء التحقيقات

تم ضبط المتهمة الثانية، وهي نجلة خالة الزوجة، والتي اعترفت بدورها بمساعدة القاتلة في التخلص من الجثة. تم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيلت المتهمتان إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وأمرت بحبسهما على ذمة القضية، وطلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة.

قصة حب لم تولد، وزواج تم بالإكراه، انتهى بجريمة مروعة حوّلت بيت الزوجية إلى مسرح دموي، ودمرت حياة ثلاث أسر دفعة واحدة. جريمة تظل شاهدًا على الكوارث التي قد تنجم عن الارتباط القسري، والخيانة التي لا تعرف ضميرًا.