حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

طعنة في القلب .. نهاية مأساوية لصراع دموي بين شقيقين في القليوبية

جثة
-

في قلب قرية الرملة التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية، حيث البيوت متجاورة والعائلات مترابطة، لم يتخيل أحد أن خلافًا بسيطًا بين زوجتين على "نشر الغسيل" يمكن أن يتحول إلى شرارة تشعل مأساة تُزهق فيها روح، ويُقتل أخ على يد شقيقه في مشهد دموي لم تشهد له القرية مثيلًا.

البداية.. مشادة بين الزوجتين

كانت الأجواء هادئة في بيت العائلة بعد صلاة الجمعة، حين اندلعت مشادة كلامية بين زوجتي شقيقين، بسبب خلاف بسيط حول ترتيب مكان "نشر الغسيل" في ساحة المنزل. كما هو الحال في كثير من البيوت الريفية، يتشارك أفراد الأسرة نفس المساحة، وأحيانًا نفس المشكلات اليومية. ولكن في هذا اليوم، تحوّلت المشكلة الصغيرة إلى مأساة لا تُنسى.

الأخوان يدخلان على الخط

مع تصاعد الأصوات، تدخل الشقيقان "عبدالمجيد. ق"، 42 عامًا، نجار مسلح، وشقيقه الأصغر "إبراهيم. ق"، 39 عامًا، موظف حكومي، كل منهما يحاول أن يدافع عن زوجته. تحولت الكلمات الحادة إلى دفع واشتباك بالأيدي، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

بحسب شهود عيان، سحب "إبراهيم" سكينًا من المطبخ، ووجّه طعنة حادة إلى يد شقيقه الأكبر، ما تسبب في قطع شرايينه ونزيف شديد. لم يقف "عبدالمجيد" مكتوف الأيدي، فالتقط عصا كانت بجانبه، وضرب بها شقيقه في كتفه، في محاولة للدفاع عن نفسه.

طعنة في القلب.. ثم تمثيل بالجثة

هنا فقد "إبراهيم" أعصابه تمامًا، وسدّد طعنة نافذة في قلب شقيقه أردته قتيلًا على الفور. لم يتوقف عند هذا الحد، بل انهال عليه بالطعنات بشكل وحشي، وظل يغرس السكين في جسده حتى خرجت أحشاؤه وسقط غارقًا في دمائه، وسط ذهول وصراخ من الحاضرين الذين لم يتمكنوا من التدخل في الوقت المناسب.

ثم لاذ المتهم بالفرار، تاركًا خلفه جثة شقيقه مشوهة ومنظرًا مروعًا حفر في ذاكرة من رأوه.

تحرك الأجهزة الأمنية

فور تلقي بلاغ من الأهالي، انتقل رجال المباحث بقيادة اللواء محمد السيد مدير مباحث القليوبية، والرائد أحمد ربيع رئيس مباحث مركز بنها، والنقيب أحمد عمارة معاون المباحث، إلى موقع الحادث. وبعد جهود مكثفة، تمكنت قوات الشرطة من ضبط المتهم الهارب، وتم التحفظ على أداة الجريمة.

ونُقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى بنها العام تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات، فيما تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، تمهيدًا لعرض المتهم على جهات التحقيق.

تحولت رابطة الأخوة في لحظة غضب إلى دماء تسيل على أرض البيت الذي جمعهما منذ الطفولة، لتبقى قصة "غسيل" انتهى بجنازة حديث الأهالي في قرية الرملة، وجرس إنذار أن الغضب قد يحوّل أعز الناس إلى أعداء، وأن العنف لا يولد سوى الفقد والندم.