قيد زوجته وابنته وسمّمهما بالأمونيا.. تفاصيل جريمة مروّعة هزت الأقصر

في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة الأقصر، تحوّل منزل بسيط بقرية "الدير" إلى مسرح لواقعة مأساوية، بعدما قرر رجل يدعى "سيد أحمد" التخلص من زوجته وابنته بطريقة وحشية، زاعمًا أن الشك في سلوكهما هو الدافع وراء جريمته.
قيد زوجته وابنته وسمّمهما بالأمونيا.. تفاصيل جريمة مروّعة هزت الأقصر
بدأت الحكاية قبل أكثر من عقدين، حين تزوج سيد من "وردة سيد"، وأنجب منها ثلاثة أبناء، أكبرهم فتاة تُدعى "ياسمين"، لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها. عاش الزوجان حياة متواضعة؛ الزوج عامل بالأجر اليومي، والزوجة متفرغة لتربية الأبناء وشؤون المنزل.
لكن نهاية عام 2023 حملت ما قلب حياتهم رأسًا على عقب، حين بدأت الأقاويل تنتشر في القرية عن وجود علاقة مشبوهة بين الزوجة وشاب من أبناء المنطقة، وأن ابنتها على علم بتلك العلاقة. ومع تزايد الشكوك والضغط المجتمعي، ترسّخ في عقل الزوج أن عائلته جلبت له العار.
في الثاني من يناير 2024، عاد سيد إلى منزله محمّلًا بالغضب. لم يكن في نيته الاحتفال بعام جديد، بل تنفيذ خطته السوداء التي نسجها في ذهنه. دخل المنزل حاملًا حبالًا وخرطومًا بلاستيكيًا، أغلق الأبواب، قيد زوجته وابنته، وحبسهما في غرفة بلا طعام أو شراب.
على مدار ثلاثة أيام، تحولت الغرفة إلى "غرفة تعذيب"، كان يضربهما يوميًا بالخرطوم ويضع لاصقًا على فمهما، غير مكترث بتوسلات الزوجة أو صرخات الابنة.
في اليوم الثالث من الحبس والتعذيب، دخل المتهم عليهما حاملاً زجاجة تحتوي على مادة كاوية تُعرف بـ"الأمونيا"، ووضعها في كوبين وطلب منهما شربه. وحين رفضتا، انهال عليهما بالضرب. جلس فوق ابنته "ياسمين"، أمسك عنقها بكلتا يديه، فتح فمها عنوة، وسكب المادة السامة فيه. ثم اتجه إلى زوجته، وقام بنفس الفعل، وسط محاولاتها المقاومة وصراخها المؤلم.
وبعد دقائق من الألم، فارقتا الحياة وسط سكون قاتل. تأكد سيد من وفاتهما، ثم خرج بكل برود إلى المقهى المجاور وكأن شيئًا لم يحدث.
بعد اكتشاف الجريمة المروعة، أبلغت أسرة الزوجة الأجهزة الأمنية، التي انتقلت فورًا إلى المكان، وتمكنت من ضبط المتهم. في البداية أنكر، لكنه ما لبث أن اعترف بجريمته كاملة بعد تضييق الخناق عليه، مدعيًا أن دافعه هو الشك في السلوك.
تم تحرير المحضر اللازم، وأحالته النيابة العامة إلى محكمة جنايات الأقصر، حيث نُظرَت القضية على مدار عدة جلسات، ليأتي الحكم النهائي بعد نحو عام من الجريمة:
إعدام المتهم شنقًا حتى الموت، لتُطوى بذلك صفحة واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري في مصر.