حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

”أم فتحي” ضحية الرحمة.. كيف انتهت حياة عجوز على يد ضيفيها؟

جثة
-

تحولت الطيبة والكرم إلى مأساة بشعة راحت ضحيتها السيدة "محروسة"، الشهيرة بـ"أم فتحي"، والبالغة من العمر 70 عامًا، والتي عُرفت بين أهالي منطقة المنيب بالجيزة بحسن أخلاقها ومساعدتها للغير، لتكون نهاية حياتها على يد زوجين منحتهما السكن والأمان، فكان جزاؤها القتل خنقًا وسرقتها بدم بارد.

بدأت القصة عندما حضر زوجان، "محمد" وزوجته، من إحدى محافظات الصعيد إلى الجيزة بحثًا عن سكن وفرصة عمل، وأثناء بحثهما عن شقة، علما من بعض الجيران بوجود وحدة خالية أعلى شقة السيدة "محروسة"، والتي يسكن في العقار أبناؤها أيضًا.

بأسلوب متودد، طلب الزوجان من السيدة السبعينية السماح لهما بالسكن في الشقة الخالية، ولم تتردد "أم فتحي"، المعروفة بين الجيران بكرمها، في تلبية طلبهما، ووافقتهما على الإقامة.

منذ الأيام الأولى لسكنهما، لاحظ الزوجان المجوهرات التي كانت ترتديها العجوز: 6 غوايش ذهبية، وسلسلة ثمينة، وقرطان كبيران في أذنيها، بالإضافة إلى عدد من الخواتم، مما أثار الطمع في قلب الزوج الذي بدأ يخطط للسرقة.

استدرج المتهمان الضحية في خطة خبيثة. أوهماها بأنهما سيسافران إلى بلدتهما، لكنهما لم يغادرا فعليًا، بل انتظرا حتى غادر أبناؤها المنزل، ثم صعدت الزوجة إلى شقة السيدة "محروسة" بحجة الحديث، وأثناء جلوسهما، حضر الزوج فجأة، وساعد زوجته في تقييد الضحية وخنقها حتى فارقت الحياة، ثم استوليا على كل ما تملكه من ذهب وأموال ولاذا بالفرار.

حاولت إحدى بنات المجني عليها الاتصال بوالدتها مرارًا دون رد، ما أثار قلقها، فتوجهت إلى شقتها، وبعد أن طرقت الباب ولم تجد إجابة، استخدمت نسخة احتياطية من المفتاح ودخلت لتجد والدتها جثة هامدة، وعليها آثار اعتداء عنيف.

أبلغت الابنة قوات الأمن، وتحول العقار الذي شهد أفراح الأسرة سابقًا إلى مسرح لجريمة قتل مأساوية.

تلقى المقدم هشام فتحي، رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة، بلاغًا بوجود جثة سيدة مقتولة داخل شقة سكنية في المنيب. وبالانتقال والمعاينة، تبين أن الجثة لسيدة تدعى "محروسة"، تبلغ من العمر 70 عامًا، وشهيرة بـ"أم فتحي".

من خلال التحريات الأولية، توصلت الأجهزة الأمنية إلى أن المقيمين في الشقة العلوية زوجان غريبان عن المنطقة، قادمان من إحدى محافظات الصعيد، واختفيا بعد وقوع الجريمة.

تم تفريغ كاميرات المراقبة بمحيط العقار، وكشفت خروج المتهمين في توقيت متزامن مع ارتكاب الجريمة، وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام، تم تحديد مكان اختبائهما، واستصدار إذن من النيابة العامة لضبطهما.

ألقت قوات الأمن القبض على المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا تفصيلًا بارتكاب الجريمة بدافع السرقة. وأوضحا في أقوالهما أنهم خططا للجريمة بعد رؤيتهما للذهب الذي كانت ترتديه الضحية.

تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأحيل المتهمان إلى النيابة العامة، التي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، قبل أن يجدد قاضي المعارضات حبسهما 15 يومًا إضافيًا، وجارٍ استكمال التحقيقات.