غدر الأب.. كيف أنهى تاجر مواشٍ حياة طفله البريء بسبب الخلافات؟

في جريمة أسرية مروعة هزت محافظة سوهاج، أسدلت محكمة مستأنف جنايات سوهاج الستار على واحدة من أبشع وقائع القتل، بعدما قضت بإعدام تاجر مواشٍ شنقًا حتى الموت، بعد إدانته بقتل نجله البالغ من العمر 10 سنوات، ودفنه داخل برميل أسمنتي داخل منزله، في جريمة ارتُكبت بدم بارد أواخر عام 2023.
غدر الأب.. كيف أنهى تاجر مواشٍ حياة طفله البريء بسبب الخلافات؟
بدأت الواقعة في نوفمبر 2023، عندما تقدمت سيدة تُدعى "عائشة.ا"، 39 عامًا، ببلاغ إلى مركز شرطة المراغة يفيد باختفاء نجلها "عبدالمعز.ب"، تلميذ بالصف الرابع الابتدائي، مؤكدة أنها منفصلة عن زوجها "بخيت.م"، 40 عامًا، وهو تاجر مواشٍ، ولديها حكم قضائي بحضانة نجليها.
وبتكثيف التحريات، كشفت أجهزة الأمن أن والد الطفل هو المتهم بقتله، على خلفية خلافات مستمرة مع طليقته حول حضانة الطفلين. وبضبط المتهم، اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة.
أفاد المتهم في التحقيقات أن الطفل جاء إليه دون علم والدته، وبقي معه لعدة أيام، وخلالها طلب منه الإقامة الدائمة لديه ورفض العودة إلى والدته، لكن الطفل أصرّ على العودة، ما أثار غضب والده الذي انهال عليه بالضرب المبرح حتى فقد وعيه، ثم أجهز عليه بكتم أنفاسه وضغط على رقبته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وأضاف المتهم أنه بعد ارتكاب الجريمة، حاول إخفاءها، فحفر حفرة داخل المنزل، ووضع بها برميلًا بلاستيكيًا، ألقى فيه الجثة، ثم صب عليه طبقة من الخرسانة، وسوّى الأرضية لإخفاء معالم الجريمة تمامًا.
وعقب ارتكاب الواقعة، غادر المتهم القرية وسافر إلى الإسكندرية، بحجة البحث عن عمل، قبل أن يعود إلى قريته قُبيل حلول شهر رمضان.
بإرشاد المتهم، تمكنت فرق البحث من استخراج الجثة في حالة تحلل تام من داخل البرميل، وتم نقلها إلى مشرحة مستشفى المراغة المركزي. وحررت الأجهزة الأمنية محضرًا بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، التي قررت إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات.
وكانت محكمة جنايات سوهاج، برئاسة المستشار حمدي عبدالعزيز، قد أصدرت حكمًا أوليًا في فبراير الماضي بإعدام المتهم شنقًا. وتم تأكيد الحكم مؤخرًا من محكمة مستأنف الجنايات بإجماع الآراء، مع إحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية للموافقة الشرعية على تنفيذ حكم الإعدام.
بهذا الحكم، يُسدل الستار على واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري في مصر، حيث تجرد الأب من كل معاني الإنسانية والرحمة، ليقتل فلذة كبده بدم بارد، في واقعة لا تزال تفاصيلها صادمة لأهالي قرية الإخيضر التابعة لمركز المراغة، والذين لم ينسوا حتى اليوم حجم الفاجعة والدموية التي ارتُكبت بها الجريمة.