دماء على الإسفلت.. كيف انتهت حياة مايكل وهو يحاول إنقاذ زوجين من الطعن؟

لم يكن "مايكل" يتخيل أن تدخله لعتاب شاب من أبناء الجيران على فعل شنيع، سينهي حياته بهذا الشكل المأساوي. الواقعة بدأت حين شاهد "مايكل" الشاب "أحمد" يعتدي على رجل وزوجته بسلاح أبيض في منتصف الليل بشارع "الزريبة" في حي بولاق الدكرور، فما كان منه إلا أن عاتبه، ليُقابل ذلك بالرفض والعدوانية.
الشاب المتهور وسكين مسروقة من محل فراخ
بحسب روايات شهود العيان، كان "أحمد" يقف في ناصية الشارع ممسكًا بسكين سرقها من محل دواجن قريب. بدأ هجومه العشوائي على المارة، وطعن أحد المواطنين 18 غرزة دون أي تدخل يُذكر من المارة.
"مايكل" يخرج لشراء اللبن.. ولا يعود حيًا
في توقيت الجريمة، كان "مايكل" عائدًا من شراء علبة لبن لابنه الرضيع "مارسلينو" الذي لم يتجاوز عمره 6 أشهر، ويعاني من مرض في شبكية العين. سمع صراخًا واستغاثات، فتوجه فورًا إلى مكان الحادث محاولًا التدخل، لكنه تلقى طعنة قاتلة في كتفه.
مشهد الأب المكلوم.. "دمه بيتصفى في الأرض"
يروي "عم فريد"، والد مايكل، تفاصيل اللحظة الصادمة: "فوجئت بالناس بتندهلي، بيقولولي ابنك اتطعن.. خرجت لقيت الدكتور روماني كمان مصاب، وبطنه مفتوحة.. والدكتور قالي ابنك دمه بيتصفى على الأرض".
محاولات إنقاذ فاشلة في القصر العيني
هرول الأب بابنه إلى مستشفى القصر العيني، ولكن كانت الطعنة أعمق من أن تُعالج. لفظ "مايكل" أنفاسه الأخيرة وهو على سرير الطوارئ، وكان آخر ما طلبه أن يرى ابنه الرضيع "جون".
الجاني يواصل الجنون.. ويحتجز جارة وابنها
لم يكتفِ المتهم بما ارتكبه، بل فرّ من الأهالي واقتحم شقة جارته "الحاجة جمالات"، مهددًا إياها بالسكين، واحتجزها هي وابنها "سيد" لساعات. دمر محتويات الشقة بالكامل، إلى أن أبلغ "سيد" النجدة سرًا.
القبض على المتهم بعد خطة مُحكمة
وضعت أجهزة الأمن ببولاق خطة دقيقة لتحرير الرهائن والقبض على المتهم دون إصابات، ونجحت القوات في ضبط "أحمد" بعد مقاومة عنيفة. اعترف المتهم بجريمته قائلًا في الهاتف: "أنا قتلت 3.. تعالوا خذوني".
وداع مهيب لمايكل.. وصوت الأب لا ينقطع
شيّع المئات من أهالي ناهيا جثمان "مايكل" إلى مثواه الأخير وسط حالة من الحزن الشديد. وصرحت النيابة العامة بدفن الجثمان بعد توقيع الكشف الطبي الشرعي.
مأساة أسرة بسيطة.. وإصرار على القصاص
في منزله المتواضع، جلس "عم فريد" محاطًا بأفراد عائلته، تتوسطهم صورة "مايكل" على هاتفه المحمول. بكلمات يملؤها الحزن يقول: "كان سندي، شايل البيت كله.. سابلي طفلين واحد عنده 3 سنين والتاني رضيع.. كان لسه مفرحش بيهم".
وختم الأب المنكسر حديثه بنداء للعدالة: "الإعدام مش كفاية.. لازم يتعدم في ميدان عام عشان يكون عبرة".