صندوق مكافحة الإدمان يرد : فتوي اباحة الحشيش غير مسؤولة تهدد وعي المجتمع

فجّرت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- موجة جديدة من الجدل بتصريحاتها المثيرة حول عدم تحريم تعاطي مخدر الحشيش شرعًا مدعية في حديثها أن الحشيش لا يؤدي إلى تغييب العقل مثل الخمر.
وجاءت تصريحاتها لتفتح الباب أمام سيل من الردود الرسمية، على رأسها بيان صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، الذي أعرب عن قلق بالغ من هذه التصريحات التي وصفها بـ"غير المسؤولة" و"الهدامة".
وقال الصندوق في بيانه الرسمي الصادر يوم الجمعة، إنه تابع عن كثب ما صدر من الدكتورة سعاد صالح خلال أحد اللقاءات الإعلامية، حيث زعمت أن "تدخين الحشيش جائز شرعًا" لعدم تأثيره المباشر على العقل، الأمر الذي يتعارض بشكل واضح مع الحقائق العلمية والدينية.
الحشيش يسبب الهلاوس ويُضعف القدرات العقلية
أكد الصندوق أن الحشيش يحتوي على مادة مخدرة تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي وتسبب حالات من الهلاوس والضلالات والاضطرابات الإدراكية، بالإضافة إلى تأثيره على التوازن النفسي والسلوكي للمُتعاطي، مما يؤدي إلى تهديد مباشر للصحة العامة والسلامة المجتمعية.
وكشف الصندوق أضرار تعاطي الحشيش الجسيمة، ومنها:
-
تليف الرئة
-
الإصابة بالربو
-
انخفاض ضغط الدم
-
احمرار العينين المزمن
-
فقدان الشهية والضعف الجنسي
-
القلق والاكتئاب والأرق
-
ضعف التركيز وخلل إدراك المسافات والزمن
وأشار البيان إلى أن هذه التأثيرات لا تترك مجالًا للشك في خطورة تعاطي الحشيش، مؤكدًا أن هذا المخدر يُعد من الأسباب الرئيسية في حوادث السير القاتلة، حيث تزداد احتمالات تسبب السائقين المتعاطين له في الحوادث بمقدار 3 أضعاف مقارنة بغيرهم، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
نصف المتقدمين للعلاج يتعاطون الحشيش
وأوضح الصندوق أن أكثر من 50% من الحالات التي تلجأ إلى الخط الساخن لعلاج الإدمان (16023) تكون البداية مع تعاطي الحشيش، ما يجعله البوابة الأخطر نحو الإدمان الشامل، ويعكس مدى الخطر الحقيقي لهذا المخدر على الفئات العمرية المختلفة، خاصة الشباب والمراهقين.
تحرك رسمي ضد التصريحات "الهدامة"
وأكد الصندوق أنه يجري حاليًا التنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لاتخاذ موقف واضح تجاه التصريحات الإعلامية التي تروج بشكل مباشر أو غير مباشر لتبرير تعاطي المواد المخدرة، معتبرًا أن هذه التصريحات تنسف جهود الدولة في مكافحة الإدمان وتساهم في تشويه وعي الأجيال الجديدة.
دار الإفتاء المصرية: الحشيش محرم شرعًا
في سياق متصل، أعاد الصندوق التذكير بموقف دار الإفتاء المصرية الذي وصفه بـ"القاطع والصريح"، حيث أكدت الدار في فتاوى سابقة أن تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها حرام شرعًا، سواء كانت طبيعية أو كيميائية، وسواء تم تعاطيها بالشرب أو الشم أو الحقن، وذلك لما فيها من ضرر بالغ على النفس والعقل والبدن.
وقالت دار الإفتاء:
"الإسلام حرّم كل ما يُفسد العقل أو يُهلك الجسد، والمخدرات تُعد من أخطر المفسدات، لما تُسببه من مفاسد جسيمة تهدد الفرد والمجتمع".
ردود فعل واسعة وغضب مجتمعي
أثارت تصريحات الدكتورة سعاد صالح موجة من الغضب الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون تجاوزًا غير مقبول من شخصية دينية يُفترض بها أن تكون مصدر توعية لا تشويش. وطالب البعض بضرورة فتح تحقيق رسمي في هذه التصريحات، ووقف أي خطاب يُبرر أو يُهون من خطورة المخدرات تحت أي غطاء ديني أو فقهي.
محاصرة الإدمان وتوعية المواطنين
في وقت تكافح فيه الدولة بكل أجهزتها لمحاصرة الإدمان وتوعية المواطنين، جاءت هذه الفتوى لتفتح جبهة جديدة من الصراع بين العقل العلمي والخطاب الديني غير المنضبط، في قضية لا تحتمل الجدل، حيث ترتبط بصحة وأمن وسلامة الملايين من أبناء هذا الوطن.