هزار وحديث عن الميرات يؤدي بحياة ابراهيم في دكرنس بالدقهلية

شهدت قرية "القليوبية" التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية حادث بشع حيث لقي شاب يُدعى إبراهيم الدسوقي عبد الجليل، 18 عامًا، مصرعه مساء السبت، متأثرًا بطعنات قاتلة سددها له ابن عمه فارس، البالغ من العمر 16 عامًا، على خلفية خلاف بسيط تطور بينهما إلى جريمة قتل بشعة.
البداية كانت هزارًا.. والنهاية مأساة
تفاصيل الحادث البشع تعود إلى لحظة عودة المجني عليه إبراهيم من عمله في ورشة الميكانيكا، حيث توجه إلى بيت العائلة وبدأ في الحديث مع ابن عمه "فارس" بطريقة عفوية، شمل الهزار تلميحات خفيفة بشأن قضايا الميراث داخل الأسرة، وهو ما يبدو أنه لم يرق للمتهم.
وبحسب شهود عيان، فإن "إبراهيم" الذي كانت يداه متسختين بسبب عمله، لامس قميص فارس الأبيض عن طريق المزاح، ما تسبب في اتساخه من جهة الكتف، لتتفاقم الأمور سريعًا، حيث فقد "فارس" أعصابه وسحب سكينًا كانت بحوزته وطعن بها ابن عمه عدة مرات، من بينها طعنة نافذة في الجانب الأيسر، تؤكد وجود نية مبيتة لتنفيذ الجريمة.
محاولات إنقاذ أبراهيم
نُقل الشاب المصاب على الفور إلى مستشفى دكرنس العام وهو في حالة حرجة، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصوله مباشرة، متأثرًا بجراحه العميقة، وسط حالة من الذهول والحزن خيمت على أسرته وأهالي القرية بأكملها.
القبض على المتهم والتحقيقات جارية
تحركت قوات مباحث دكرنس فور تلقي البلاغ، ونجحت في ضبط المتهم القاصر خلال وقت وجيز، وتم التحفظ عليه، فيما بدأت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، والاستماع لأقوال الشهود وذوي المجني عليه، للوقوف على ملابسات الجريمة كاملة.
غضب في الشارع واستفهامات كثيرة
أهالي القرية أعربوا عن صدمتهم من الحادث، خاصة أن العلاقة بين أبناء العم كانت تبدو طبيعية، ولم يُعرف عنهم أي خلافات سابقة، وهو ما يُلقي الضوء على خطورة حمل السلاح الأبيض بين الشباب، وتداعيات الانفعالات اللحظية التي قد تُفضي إلى نهايات مأساوية.
وطالب الأهالي بضرورة فرض رقابة مجتمعية وتشريعية أقوى على ظاهرة استخدام الأسلحة البيضاء بين المراهقين، وتكثيف جهود التوعية بخطورة التصعيد في المشادات العائلية التي قد تتحول في لحظات إلى جرائم قتل بلا مبرر.
كيف تحوّل الهزار العائلي إلى دماء؟
جريمة دكرنس تُعيد طرح الأسئلة المؤلمة: كيف تحوّل الهزار العائلي إلى دماء؟ وكيف تحوّلت الخلافات الأسرية إلى سلاح؟
في مجتمع بات يعاني من غياب ثقافة الحوار وغياب الردع الكافي لحمل السلاح، تبقى الأرواح معرضة للخطر في لحظة غضب. والعدالة الآن تمضي في طريقها، لكن الحزن باقٍ في بيت فقد ابنًا شابًا لا ذنب له سوى أنه ابتسم ذات مرة في وجه ابن عمه.