جريمة العمرانية.. مقتل شاب ورمي جثته في النيل بسبب علاقة مشبوهة

في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت محافظة الجيزة، أقدم خمسة أشقاء على قتل شاب، والتمثيل بجثمانه، وإلقائه في نهر النيل، بعد أن راودتهم شكوك بوجود علاقة غير شرعية بينه وبين شقيقتهم، التي كان يعمل معها في محل عطارة. الواقعة بدأت بالشكوك، وانتهت بجثة داخل أجولة تُرمى من فوق الكوبري.
بداية الشك.. "منى" تحت الرقابة
تبدأ تفاصيل القصة عندما أخبر المجني عليه "سامي هلال" أشقاء زميلته في العمل "منى.ف" بأنها على خلاف دائم مع زوجها، وأن هناك خيانة زوجية محتملة. وما إن وصل الخبر إلى أسرتها، حتى جنّ جنونهم، فاقتحموا منزل زوجها واصطحبوها عنوة إلى منزل العائلة في البدرشين، حيث احتجزوها لمدة شهر ونصف، دون السماح لها بالتواصل مع أحد.
لكن "منى" لم تيأس، فتمكنت من الاتصال بنجلها الصغير "يوسف"، الذي استعان بـ"سامي" لمساعدتها على الهرب. وبالفعل، نجحا في تهريبها، حيث قفزت من شرفة الغرفة التي كانت محتجزة بها. غير أن هروبها لم يستمر طويلًا، إذ عثر عليها أشقاؤها في محيط المنزل واحتجزوها مجددًا.
الانتقام من "سامي"
بعد إعادة "منى" إلى الحجز القسري، قرر الأشقاء الانتقام من "سامي". خطفوه من الشارع واقتادوه بسيارة إلى منزل أحدهم، وهناك تعرض لأبشع أنواع التعذيب. أجبروه على توقيع إيصالات أمانة، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، مطالبينه بالاعتراف بعلاقته بشقيقتهم، لكنه أنكر مرارًا.
في لحظة غدر، قرروا التخلص منه للأبد. نقلوه إلى شقة أحدهم، وواصلوا الاعتداء عليه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. ثم لفوا جثمانه داخل عدة أجولة، ونقلوه بسيارة خاصة، وألقوه من أعلى كوبري الإقليمي الرابط بين منطقتي الصف والعياط، ليختفي أثره في مياه النيل.
تحريات الأمن.. طريق العدالة
بعد البلاغات والتحقيقات، بدأت أجهزة الأمن بفك خيوط الجريمة. كشفت التحريات أن المتهمين احتجزوا شقيقتهم دون وجه حق، وخططوا لقتل المجني عليه، ونفذوا جريمتهم بدم بارد. وبعد ثلاثة أيام، أطلقوا سراح الطفل "يوسف"، بينما بقيت والدته قيد الاحتجاز حتى تمكنت قوات الأمن من تحريرها.
قرار المحكمة
قدمت النيابة العامة المتهمين إلى المحاكمة بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار، والخطف، والاحتجاز القسري، والتعدي، وإخفاء الجثة. وخلال جلسة عقدتها الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمود محمد عبد الحميد، تقرر تأجيل القضية إلى جلسة 6 سبتمبر المقبل للمرافعة.