يوم حزين في إسنا.. كشف لغز جثة مجهولة وانتشال شاب غريق من نيل الأقصر

شهد مركز إسنا بمحافظة الأقصر يومًا مأساويًا مزدوج الأحداث، إذ تداخلت الدموع بين واقعتين أليمتين هزتا مشاعر الأهالي، الأولى تمثلت في كشف لغز العثور على جثة مجهولة الهوية بالظهير الصحراوي بقرية القرايا، والثانية انتشال جثمان شاب غريق من مياه نيل إسنا، في مشهد يجمع بين الغموض والحزن العميق.
كشف لغز الجثة المجهولة في الظهير الصحراوي
البداية كانت مع بلاغ ورد إلى الأجهزة الأمنية بمركز شرطة إسنا يفيد بالعثور على جثة مجهولة ملقاة في منطقة نائية بالظهير الصحراوي بجوار المحجر بحاجر القرايا.
انتقلت فرق البحث الجنائي على الفور إلى موقع البلاغ، وبالمعاينة والفحص تبين أن الجثة تعود للشاب إبراهيم حسن جاد، أحد أبناء ساحل القرايا – نجع ابنوتي.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المجني عليه كان في طريقه إلى السوق وبحوزته مبلغ من المال مخصص لتجارة المواشي، قبل أن تتوقف رحلته فجأة على أيدي مجهولين، ليتم العثور عليه جثة هامدة في موقع خالٍ من المارة.
الأجهزة الأمنية بدأت عمليات التحري وجمع المعلومات من شهود العيان، وسط تكهنات بأن الحادث قد يكون بدافع السرقة، فيما تواصل فرق المباحث جهودها لتحديد هوية الجناة والقبض عليهم.
انتشال جثمان شاب غريق من نيل إسنا
وفي حادث منفصل لا يقل مأساوية، تلقت غرفة عمليات الإنقاذ النهري بلاغًا بغرق شاب في مياه النيل أمام ميناء الملك فاروق بقرية وابورات المطاعنة التابعة لمركز إسنا.
وعلى الفور هرعت قوات الحماية المدنية بقيادة الرائد علي شعبان، رئيس وحدة الحماية المدنية والإنقاذ النهري بإسنا، لتنفيذ عمليات البحث.
وتبين أن الضحية هو الشاب محمد محمد سيد محمد، البالغ من العمر 29 عامًا، من أبناء قرية درنكة بمحافظة أسيوط. كان يعمل عاملًا أجري في مشروع حفر خط الصرف الصحي بالقرية، وأثناء استراحة العمل ومع ارتفاع درجات الحرارة قرر النزول إلى مياه النيل للاستحمام، غير أن تيار المياه القوي جرفه وغاب عن الأنظار.
عمليات البحث استمرت لساعات طويلة، وسط توافد العشرات من الأهالي وزملاء العمل الذين وقفوا في ترقب وأمل، قبل أن تتحول لحظة الانتظار إلى صدمة حينما تم العثور على جثمانه ورفعه من المياه.
حضور أمني ومتابعة ميدانية
شهد موقع الحادثين حضورًا مكثفًا من القيادات الأمنية، حيث تواجد اللواء محمد رفعت، مساعد مدير أمن الأقصر لفرقة الجنوب، والعميد أسر البطراوي مأمور مركز شرطة إسنا، والمقدم محمد المغربي رئيس مباحث المركز، وعدد من ضباط المباحث، لمتابعة مجريات التحقيقات والإجراءات الميدانية.
وفي كلتا الواقعتين، تم نقل الجثمانين إلى مشرحة مستشفى إسنا التخصصي، وتحرير المحاضر اللازمة، وإخطار النيابة العامة التي تولت مباشرة التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة الأولى، وبيان تفاصيل وأسباب الوفاة في الحادث الثاني.
حزن يسود بين الأهالي
الأحداث تركت أثرًا بالغًا في نفوس أهالي إسنا والقرى المجاورة، فبين جريمة غامضة تثير القلق، وحادث غرق أليم جاء في لحظة ترفيه عن حرارة العمل، اجتمع الحزن على وجوه العائلات التي فقدت أبناءها في يوم واحد.
وتبقى هذه الحوادث رسالة تحذير بأهمية تكثيف التوعية حول مخاطر النزول إلى مياه النيل دون احتياطات السلامة، وأيضًا دعوة للأهالي للتعاون مع الأجهزة الأمنية في تقديم أي معلومات قد تساعد في كشف غموض الجرائم، حتى لا يفلت المجرمون من العقاب.