حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

الغضب يحول الحضن إلى فخ.. تفاصيل مصرع يوسف على يد والدته

متهمة
-

لم يكن أحد من جيران "هند" يتخيل أن يد الأم التي اعتادوا رؤيتها وهي تسعى لراحة ابنها، ستتحول يومًا إلى وسيلة تقضي على حياته. ففي منطقة الهرم بمحافظة الجيزة، وقعت جريمة مأساوية هزت القلوب وأثارت تساؤلات كثيرة حول حدود التأديب وعواقب الغضب.

بداية القصة

الأم "هند"، عاملة نظافة بسيطة، كانت تحمل هموم الحياة على كتفيها. تعبت من مشقة العمل لتأمين لقمة العيش، وفي الوقت نفسه كانت تواجه صعوبة أكبر في التعامل مع طفلها "يوسف"، 9 سنوات، الذي كان يعاني من فرط الحركة وسلوكيات طفولية مزعجة أرهقت أعصابها وأثارت شكاوى الجيران مرارًا، خاصة بعد أن بدأ يقذف المارة بالحجارة.

لحظة الغضب

في تلك الليلة المشؤومة، لم تتمالك الأم أعصابها بعدما عادت إليها شكوى جديدة عن تصرفات ابنها، فأمسكت به لتعاقبه. ضربته بعنف وهي تظن أنها تضع له حدًا لشقاوته، لكنها لم تدرك أن جسده الصغير لن يحتمل قسوتها. انهالت عليه ضربًا حتى غلبه النوم، ولم تعلم أن ذلك سيكون آخر نوم له.

الفاجعة في الصباح

مع شروق الشمس، توجهت الأم لإيقاظ صغيرها، لكن الصدمة كانت أقسى مما تتصور. لم يتحرك الطفل، جثته كانت باردة، وعيناه مغمضتان إلى الأبد. صرخت الأم وهرعت به إلى المستشفى، لكن الأطباء أكدوا أنه فارق الحياة.

تحرك الأجهزة الأمنية

تلقى ضباط مباحث قسم شرطة الهرم بمديرية أمن الجيزة إشارة من المستشفى بوصول جثة طفل بها آثار ضرب وسحجات. على الفور انتقل فريق أمني لفحص الواقعة. وبالتحريات تبين أن والدة الطفل وراء الحادث، حيث اعترفت بأنها ضربته "بهدف تأديبه" دون قصد قتله.

إجراءات النيابة العامة

تم التحفظ على جثة الطفل داخل ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة. وبالعرض على النيابة، أمرت بانتداب طبيب شرعي لتشريح الجثة وبيان أسباب الوفاة بدقة، والتصريح بالدفن عقب إعداد التقرير الطبي. كما أمرت النيابة بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع استكمال الاستماع لأقوال الجيران والشهود.

خاتمة مأساوية

انتهت القصة التي بدأت بنية "تأديب" إلى مأساة بفقدان طفل بريء حياته، لتبقى الواقعة جرس إنذار حول خطورة العنف الأسري، وحدود الغضب حين يتحول من وسيلة تأديب إلى مأساة لا رجعة فيها.