حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

قصة قميص النوم والخيانة.. كيف دبرت الزوجة وعشيقها جريمة قتل مروعة في بولاق؟

جثة
-

شهدت منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي هزّت الرأي العام خلال الفترة الأخيرة، بعدما أقدمت زوجة على قتل زوجها بمساعدة عشيقها، في واقعة جمعت بين الغدر والخيانة، وانتهت بحكم قضائي مشدد بالسجن 20 عامًا على كل من الزوجة وشريكها.
القضية التي بدأت ببلاغ عن سقوط عرضي من شرفة منزل بالدور الرابع، سرعان ما كشفت التحقيقات خيوطها لتبين أنها جريمة قتل مُدبّرة، خطط لها المتهمان بدقة للتخلص من الضحية.

بداية البلاغ

تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغًا يفيد بسقوط بائع متجول من شرفة شقته بالدور الرابع. على الفور انتقلت قوة أمنية إلى مكان الحادث، وتم العثور على جثمان المجني عليه ملقى على الأرض، وقد فارق الحياة متأثرًا بإصاباته البالغة.
في البداية حاولت الزوجة إيهام رجال المباحث أن الحادث وقع نتيجة سقوط زوجها بشكل عرضي أثناء وقوفه في الشرفة، إلا أن علامات الشك بدت واضحة مع وجود آثار كدمات وجرح في رأسه وجسده، الأمر الذي دفع فريق البحث الجنائي إلى فتح تحقيق موسع.

تحريات تكشف المستور

بإجراء التحريات وجمع المعلومات من الجيران والأقارب، تبين وجود خلافات متكررة بين الزوج وزوجته خلال الأشهر الأخيرة. كما رصدت التحريات علاقة غير شرعية بين الزوجة وعاطل يقيم في المنطقة نفسها، كان يتردد على العقار بشكل مريب.
وبتكثيف الجهود وتتبع كاميرات المراقبة القريبة من مسرح الجريمة، تبين أن المتهم شوهد وهو يتردد على منزل المجني عليه يوم الواقعة. ومع تضييق الخناق على الزوجة، انهارت واعترفت تفصيليًا بالجريمة.

اعترافات الزوجة والعشيق

كشفت التحقيقات أن الزوجة اتفقت مع عشيقها على التخلص من زوجها بسبب خلافات أسرية، ورغبتها في العيش مع شريكها بعيدًا عن القيود الزوجية.
واعترف العشيق أمام النيابة العامة بأنه تسلل إلى شقة الزوجة ليلة الحادث، وبمجرد أن دخل المجني عليه في نومه، باغته باستخدام "جنزير" وقام بشل حركته، بينما ساعدته الزوجة في تقييده وضربه. وبعدما فقد الضحية وعيه، ألقياه من شرفة الشقة بالدور الرابع لإظهار الأمر وكأنه حادث عرضي وسقوط طبيعي.
كما أرشد المتهم عن الأداة المستخدمة في الجريمة، وأكد تطابق أقواله مع ما جاء في تقرير الطب الشرعي.

تقرير الطب الشرعي

أثبتت معاينة الطب الشرعي أن وفاة المجني عليه لم تكن نتيجة السقوط وحده، بل إنه تعرض أولًا لاعتداء جسدي عنيف وكدمات متفرقة في الرأس والصدر قبل سقوطه، وهو ما أكد وجود شبهة جنائية، ونفى الادعاءات الأولية التي ساقتها الزوجة.

قرار النيابة والمحاكمة

أمرت النيابة العامة بحبس الزوجة وعشيقها على ذمة التحقيقات، ووجهت إليهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وبعد إحالة القضية إلى محكمة الجنايات، استمعت المحكمة إلى أقوال الشهود، وتقارير المعمل الجنائي، وأدلة الإثبات، التي أجمعت جميعها على تورط المتهمين بشكل مباشر في ارتكاب الجريمة.
وخلال جلسات المحاكمة، حاول دفاع المتهمين التخفيف من التهم الموجهة إليهما، إلا أن هيئة المحكمة واجهتهما بالأدلة القاطعة والاعترافات التفصيلية التي أدلوا بها في محاضر التحقيق.

الحكم وردود الأفعال

أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكمها بمعاقبة الزوجة وعشيقها بالسجن المشدد 20 عامًا لكل منهما، بتهمة قتل الزوج عمدًا، وهو الحكم الذي لقي ارتياحًا واسعًا بين أهالي المنطقة الذين تابعوا القضية منذ بدايتها.
وأكد الأهالي أن الحكم جاء رادعًا لكل من تسول له نفسه ارتكاب جرائم مشابهة، خاصة أن الجريمة حملت طابع الغدر والخيانة داخل بيت الزوجية، حيث تحولت الزوجة من شريكة حياة إلى شريكة في جريمة قتل.

هكذا أسدل القضاء المصري الستار على واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري في بولاق الدكرور، لتبقى الواقعة شاهدًا على خطورة الخيانة الزوجية وما قد تجره من عواقب مأساوية.
وقد تم إيداع المتهمين السجن لتنفيذ العقوبة، بينما ما زال صدى الجريمة يتردد في نفوس الجيران والأهالي الذين صُدموا من هول تفاصيلها.