جريمة في وضح النهار.. مصرع عامل طعنًا بسلاح أبيض بعد معاتبته لاعتداء على شقيقه

في شوارع الطالبية المزدحمة بمحافظة الجيزة، حيث تختلط أصوات المارة بضجيج الحياة اليومية، لم يكن أحد يتوقع أن تتحول لحظة عتاب إلى مشهد دموي ينهي حياة عامل بسيط، تاركًا أسرته غارقة في صدمة لن تنساها الأيام.
بداية الخلاف
القصة بدأت حين علم عامل أن شقيقه الأصغر تعرض للضرب على يد عاطل اعتاد إثارة المشكلات في المنطقة. لم يحتمل قلب الأخ الكبير أن يرى شقيقه مهانًا، فقرر أن يواجه المعتدي، ليس بالعنف، بل بالكلمة الطيبة التي ربما توقف نزيف الخلافات.
اقترب منه وقال في هدوء: "المشاكل مش بتتحل بالضرب.. ليه اعتديت على أخويا؟"، لكن كلماته التي قصد بها التهدئة كانت الشرارة التي أشعلت بركان الغضب داخل المتهم.
الطعنة القاتلة
لم يحتمل العاطل العتاب، ارتفعت نبرات صوته وتحولت ملامحه إلى الغضب الجامح. وفجأة، أدخل يده في جيبه وأخرج سلاحًا أبيض، سارع بطعن العامل طعنة غادرة نافذة استقرت في جسده، ليسقط مضرجًا في دمائه وسط ذهول الأهالي الذين لم يصدقوا ما شاهدته أعينهم.
تحرك الأجهزة الأمنية
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا بوقوع مشاجرة وسقوط قتيل بدائرة قسم الطالبية، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية بقيادة المقدم عبدالحميد مرسي، رئيس مباحث القسم، إلى موقع الحادث. وبالفحص تبين العثور على جثة العامل، مصابًا بطعنة نافذة أودت بحياته في الحال.
كشفت التحريات أن الجريمة جاءت نتيجة خلاف سابق حين اعتدى المتهم على شقيق المجني عليه، وأثناء معاتبته نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت سريعًا إلى مشاجرة انتهت بجريمة قتل.
القبض على المتهم والتحقيقات
عقب تقنين الإجراءات القانونية واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم، وبمواجهته بما ورد في التحريات اعترف تفصيليًا بارتكاب الواقعة.
أمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه، وبيان أسباب الوفاة بدقة، قبل التصريح بدفن الجثمان وتسليمه إلى أسرته لمراسم الدفن. كما أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يومًا إضافية لحين استكمال التحقيقات.

