حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

مأساة ”مجزرة نبروه”.. حين تحوّل البيت إلى ساحة موت

نجوي
-

في ليلة عاصفة من ليالي مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، تحوّل بيت صغير إلى مسرح لجريمة بشعة هزّت وجدان المصريين. تفاصيلها خرجت على ألسنة أسرة الزوجة الناجية، التي ما زالت تصارع الحياة على سرير المستشفى بعد أن نجت بأعجوبة من سكين زوجها.

تقول الأسرة إن نجوى (38 عامًا)، صاحبة محل أدوات منزلية، لم تكن سوى امرأة بسيطة عاشت لتربي أبناء زوجها بعد وفاة والدتهم، تعاملهم كأبنائها وتراهم امتدادًا لحياتها. لكنها دفعت ثمن قرارها حين طلبت الطلاق بسبب سوء معاملة الزوج، ما أشعل غضبه وأطلق في داخله نزعة انتقامية مروعة.

بداية الكابوس

في يوم الواقعة، دخل الزوج عصام عبدالفتاح رمضان (40 عامًا)، سائق، إلى محل زوجته. حاول استجداءها للتراجع عن الطلاق، لكنها أصرّت. صعدا معًا إلى "السندرة" الخاصة بالمحل، وهناك أخرج سكينًا وسدّد لها 13 طعنة متفرقة، تاركًا إياها غارقة في دمائها، قبل أن يفر هاربًا تاركًا صدى صرخاتها يملأ المكان.

الجريمة الكبرى

لم يكتفِ عصام بمحاولة قتل زوجته، بل عاد إلى شقته حيث يعيش أطفاله الثلاثة: مريم، ومعاذ، ومحمد. كان من المفترض أن يكونوا أمانه، لكن الأب تحوّل إلى جلاد، إذ خنقهم حتى فارقوا الحياة، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها الدقهلية مؤخرًا.

الساعات الأخيرة للأب

هرب القاتل تاركًا خلفه جثث أطفاله وزوجة تصارع الموت. وبعد ساعات قليلة، عثرت الأجهزة الأمنية على جثمانه مهشمًا تحت عجلات القطار في مدينة طلخا، بعدما ألقى بنفسه هروبًا من مواجهة الحقيقة، لكنه لم يهرب من لعنة جريمته.

رواية الأسرة وشهود العيان

أقارب الزوجة أكدوا أن نجوى أحبت أبناء عصام بصدق، ورغبت في مواصلة رعايتهم رغم خلافاتها معه. لكنها، كما قالوا، أصبحت ضحية لعقاب دموي قرره زوج لم يحتمل فكرة الانفصال.

أما شهود العيان فكشفوا أن الأطفال كانوا يعيشون مع والدهم بعد وفاة والدتهم، وأن نجوى تزوجت من عصام خصيصًا لمساعدته في تربيتهم، ليكون مصيرها في النهاية مواجهة الموت على يديه.

تدخل الأمن

على الفور، تحركت أجهزة الأمن بقيادة مدير أمن الدقهلية، وتبيّن بعد الفحص تفاصيل المأساة. نُقلت نجوى إلى المستشفى في حالة حرجة، فيما أُودعت جثامين الأطفال الثلاثة مشرحة المستشفى، لتبدأ النيابة التحقيقات في واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري.

مأساة تتكرر

قصة "مجزرة نبروه" ليست مجرد حادثة، بل جرس إنذار لمجتمع باتت الخلافات الأسرية فيه تتحوّل إلى كوارث. هي حكاية بيت كان يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا، لكنه انتهى إلى مسرح جريمة جماعية صدمت مصر كلها.