”تسع طعنات غادرة.. زوج يقتل زوجته ويترك طفلتها تصرخ بجواره!”

لم تكن "مروة" الشهيرة بـ"أم رودينا"، ابنة الـ26 عامًا، تعلم أن زيجتها الثانية، التي حلمت أن تعوضها مرارة التجربة الأولى، ستتحول إلى كابوس مظلم ينتهي بمقتلها على يد زوجها "محمود.ع".
بدأت القصة كأي حكاية عادية، بزواج جديد وأمل في حياة مستقرة، لكن سرعان ما تحولت أحلام الزوجة إلى سلسلة متكررة من العنف والضرب والإهانات، جعلتها تهرب مرات عدة إلى بيت عائلتها باحثة عن الأمان.
عودة مؤقتة.. ونصائح لم تُجْدِ
منتصف نوفمبر الماضي، تركت "مروة" بيت الزوجية، عائدة إلى حضن والديها، ومعها طفلتها الصغيرة "رودينا". جلست أمام والدتها شاكية بطش الزوج وضربه المتكرر، مرددة بمرارة:
"يا أمي مش هينفع أعيش معاه تاني.. لازم أطلق".
لكن نصيحة والدها "صالح" كانت واضحة: "ارجعي بيتك.. استحملي عشان بنتك"، لتجد نفسها مجبرة على مواجهة مصيرها وحدها، بين ضغوط الأسرة وقسوة زوج لا يعرف سوى لغة العنف.
يوم الجريمة.. سكين وغدر
في أول ديسمبر الجاري، غاب الأب "صالح" عن المنزل بعد أن سافر إلى الفيوم، ليغتنم الزوج الفرصة ويتوجه إلى بيت أسرة زوجته، مطالبًا بمبلغ 20 ألف جنيه من أموال "جمعية" تحتفظ بها.
رفضت الزوجة تسليم المال، فاشتعل غضبه، وأخرج سكينًا غادرًا عاجلها به بتسع طعنات نافذة في أنحاء جسدها، أمام عيني طفلتها الصغيرة "رودينا"، التي شاهدت والدتها تسقط غارقة في دمائها على سرير الجد.
لحظة الصدمة.. "مسح السكينة وقعد على المصطبة"
الأم "صباح" لم تصدق عينيها وهي ترى فلذة كبدها تُذبح أمامها. تحكي وهي تبكي:
"بعد ما قتل بنتي قعد على المصطبة برة يمسح السكينة من الدم.. كأنه بيعمل حاجة عادية".
بعدها هرب القاتل مستقلًا "توك توك" كان ينتظره عند أول الشارع، تاركًا الطفلة تصرخ بجوار جثمان أمها المسجى بالدماء.
تاريخ من العنف والخذلان
جريمة القتل لم تكن أول اعتداء يتعرض له جسد "مروة"، فقد سبق أن طعنها الزوج في جنبها خلال مشادة، فضلًا عن الضرب والإهانة المستمرة التي جعلتها تتردد بين بيت والدها وبيت الزوجية أكثر من مرة.
محاولات الوسطاء والأقارب لإصلاح العلاقة باءت جميعها بالفشل، ليبقى مصير الزوجة معلقًا بين عنف الزوج وضغوط العائلة، حتى جاء اليوم الذي كتبت فيه نهايتها بدم بارد.
بعد الجريمة.. جنازة وصمت موجع
عاد الأب "صالح" من الفيوم ليجد ابنته جثة هامدة داخل المشرحة. جرى دفنها في مسقط رأس العائلة بقرية سنورس بمحافظة الفيوم، وسط دموع الأهل والأقارب، قبل أن يعودوا إلى الهرم لتلقي العزاء.
الجاني من جانبه اعترف بجريمته أمام النيابة العامة، التي أمرت بدفن الجثمان، لتطوى صفحة مأساة جديدة من جرائم العنف الأسري.
الطفلة "رودينا".. شاهدة على المأساة
لم يكن مصير الطفلة الصغيرة "رودينا" أقل قسوة من مشهد فقدان أمها، فقد دخلت منذ أسابيع قليلة في نزاع قضائي حول حضانتها بين والدها الأول وجدتها "صباح".
وفي أواخر أكتوبر الماضي، حصلت الجدة على حكم نهائي بضم الطفلة لحضانتها، لتعيش الصغيرة تحت رعاية جدتها، لكنها ستظل شاهدة على جريمة دموية كتبت بدم أمها على جدران بيت العائلة.