حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

”كوباية مانجا” تقود لجريمة بشعة.. زوج يقتل زوجته بـ12 طعنة في إدكو بالبحيرة

جثة
-

على مائدة عشاء بسيطة، كما اعتادا منذ 22 عامًا، جلس الزوجان يتبادلان أطراف الحديث. أطباق منزلية تقليدية، ضحكات عابرة، وأحاديث يومية لم توحِ بوجود أي خلاف. لم تكن "نهى"، 35 عامًا، تدري أن هذه الليلة ستكون الأخيرة في حياتها، وأن طلبًا عابرًا من زوجها سيقودها إلى مصير دموي لم يخطر ببال أحد.

بداية الحكاية

بعد العشاء، صعد الزوج حسن. ر، 37 عامًا، إلى سطح منزله في مركز إدكو بمحافظة البحيرة. وهناك، أرسل رسالة قصيرة عبر "واتس آب" إلى زوجته:
"هاتي كوباية مانجا وتعالي".

طلب بدا عاديًا، بريئًا، بل حتى رومانسيًا في نظر أي زوجة، لكنه كان الفخ الأخير.

الكمين على السلم

ما إن بدأت "نهى" بالصعود إلى السطح، حتى فوجئت بزوجها مختبئًا على السلم، ممسكًا بسكين حادة. في لحظة خاطفة، انهالت عليها الطعنات في ظهرها، طعنات متتالية تجاوزت 12 غرسة نافذة، اخترقت جسدها وأسقطتها غارقة في دمائها.

صرخات الزوجة اخترقت جدران المنزل، لتدوي في أرجاء الحي، فتجمهر الجيران وحاولوا التدخل لإنقاذها، لكنهم تعرضوا هم أيضًا لطعنات عشوائية أصابت بعضهم أثناء محاولة السيطرة على الزوج الغاضب.

خلفية العلاقة الزوجية

الجميع في البلدة كان يعتبر الزوجين مثالًا للحياة الهادئة، فهما يعيشان معًا منذ أكثر من عقدين، تحت سقف واحد، وأنجبا ولدين وفتاة لم يمضِ على خطبتها سوى أسابيع قليلة.

حتى قبل الحادث بيوم واحد، كما يروي المقربون، جلس الزوجان معًا يضحكان ويتبادلان النكات، دون أن يظهر أي توتر أو خلاف كبير. لكن خلف هذا الهدوء كانت تراكمات دفينة تتحول ببطء إلى بركان صامت.

الشرارة الأولى

بحسب شهادة "حسن"، نجل شقيق الضحية، فإن الخلاف اندلع حين طلبت "نهى" الذهاب مع شقيقتها إلى أحد مستشفيات الإسكندرية لإجراء عملية جراحية. الزوج رفض بشدة، لتتحول المشادة الكلامية إلى أزمة عائلية كبرى.

وبدلًا من أن ينتهي الخلاف عند حدود النقاش، قرر الزوج وضع خطة للتخلص من زوجته، لينفذ جريمته المروعة بعد ساعات من الشجار.

بلاغ عاجل وتحرك أمني

مع صرخات الجيران، وصل بلاغ عاجل إلى مديرية أمن البحيرة. وعلى الفور، تحرك فريق من ضباط المباحث، وبالمعاينة تبين وفاة "نهى. م" إثر إصابتها بطعنات نافذة متفرقة بالجسد، وأن مرتكب الجريمة هو زوجها الذي فر هاربًا بعد ارتكاب فعلته.

مطاردة في مزارع المانجو

لم يدم البحث طويلًا، فبعد ساعات من التمشيط، عثرت قوات الأمن على الزوج مختبئًا بين أشجار المانجو، منهكًا وغارقًا في النوم. جرى ضبطه ونقله تحت حراسة مشددة إلى قسم الشرطة للتحقيق.

النيابة العامة أمرت بندب الطبيب الشرعي لتشريح جثمان الضحية، فيما كلفت إدارة البحث الجنائي بكشف ملابسات الجريمة كاملة وتحديد أسبابها.

استيقظت البلدة بأكملها على خبر لا يُصدق. جريمة لم تُرتكب بدافع لحظة غضب عابرة، بل كانت بخطة مدبرة استدرجت الزوجة ببراءة "كوباية مانجا".

تركت الجريمة خلفها أبناءً مذهولين، وفتاة مخطوبة حديثًا فقدت أمها فجأة، وأحاديث لم تهدأ بين الأهالي عن كيف يمكن لشخص عاش أكثر من عقدين مع زوجته، شاركها بيتًا وضحكات وأحلامًا، أن يتحول في لحظة إلى قاتل غادر يطعن أقرب الناس إليه حتى الموت.