جريمة في الغربة.. مقتل عامل مصري في تركيا على يد زميله طمعًا في أجرته

داخل أجواء الغربة القاسية التي تفتك بالقلوب وتضاعف معاناة العامل المغترب، وقعت جريمة مأساوية هزت وجدان المصريين، بعدما لفظ العامل المصري طارق أبو رواش أنفاسه الأخيرة في تركيا، ضحية خيانة غادرة من أقرب الناس إليه، زميله في العمل.
من الغربة إلى المقبرة
طارق، ابن قرية البرادعة التابعة لمركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، سافر إلى تركيا مثل آلاف الشباب، حاملًا أحلام البسطاء، باحثًا عن لقمة عيش شريفة تسد رمق أسرته وتخفف عنهم وطأة الغلاء.
ستة أشهر من الكدح والشقاء قضاها في غربته، جمع خلالها نحو 180 ألف ليرة تركية هي ثمرة عرقه وسهره، ليفاجأ في النهاية بأن هذه المدخرات لم تكن سوى سبب نهايته المأساوية.
خيانة قاتلة
في لحظة غدر لا يتصورها عقل، استل زميله في العمل سكينًا باردة، وسدد له طعنات قاتلة، لينهي حياة من كان يشاركه الخبز والتعب اليومي. الجريمة لم تكن مجرد قتل، بل طعنة في قلب الإنسانية، حيث تحوّل رفيق الدرب إلى قاتل غادر، ضاربًا عرض الحائط بكل معاني الزمالة والإخوة في الغربة.
صدمة وحزن في القرية
الخبر نزل كالصاعقة على أهالي قرية البرادعة، حيث عمّت حالة من الحزن العميق على أسرة الضحية وأهل القرية، الذين كانوا ينتظرون عودته حاملًا الخير والأمل، فإذا بهم يستقبلونه جثمانًا هامدًا.
أبناء قريته يصفونه بأنه كان "مثالًا للأخلاق الطيبة، وشابًا مكافحًا يسعى وراء لقمة العيش بالحلال"، ليتحوّل اسمه اليوم إلى رمز مأساوي لمعاناة المغتربين المصريين.
الغربة لا ترحم
تطرح هذه الجريمة أسئلة موجعة عن معاناة العمال المصريين في الخارج، وعن حجم المخاطر التي يواجهونها في سبيل إعالة أسرهم. فالغربة التي سافر إليها طارق بحثًا عن الأمان والاستقرار، كانت مسرحًا لأبشع صور الخيانة، لتتحول أحلامه إلى كابوس ينتهي في ثلاجة الموتى.