حكاية نجوى بنت نبروه.. من حب الأمومة إلى مأساة الطعنات والموت

في قلب مدينة نبروه، تسرد الحكاية نفسها كأنها فصل من رواية حزينة، بطلتها نجوى، فتاة عاشت تقلبات الحياة بين حب، وزواج، وانفصال، ثم مأساة كادت أن تخطف روحها.
بداية الحكاية.. زواج أول وأم لطفلين
نجوى لم تكن غريبة على تحديات الحياة؛ فقد تزوجت في بداية شبابها، وأنجبت طفلين كانت تعتبرهما كل حياتها. لكن مسار القدر قادها إلى الانفصال، لتبدأ مرحلة جديدة لم تكن تعلم أنها تحمل بين طياتها فصولًا أكثر قسوة.
لقاء عصام.. بداية جديدة لم تكتمل
بعد الانفصال، تعرفت نجوى على عصام وتزوجته، وأصبحت تعيش معه حياة عائلية ضمت أبناءها وأبناءه. كانت تعاملهم جميعًا كأبنائها دون تفرقة، حتى أن أولادها أنفسهم قالوا إنها كانت تحب مريم ومعاذ ومحمد أكثر منهم.
لكن خلف هذه الصورة الهادئة، كان هناك واقع مؤلم؛ فالحياة مع عصام لم تكن وردية كما توقعت. الخلافات كانت تملأ البيت، وسوء المعاملة دفعها للطلاق منه مرتين، لتصل في النهاية إلى الطلقة الثالثة التي أنهت كل شيء.
لحظة الانفصال الأخيرة
في يوم الواقعة، قررت نجوى أن تضع حدًا لعلاقتها به نهائيًا. دخلت لتجمع أغراضها وتستعد للرحيل، لكنه واجهها بتهديد صادم:
"لو مشيتي هــموّتِك.. و همــوّت العيال.. و همــوّت نفسي."
نجوى اعتبرت كلماته مجرد تهديد عابر، وخرجت بالفعل مصممة على الطلاق.
المواجهة الدامية
لم يستسلم عصام، فلحق بها إلى محلها محاولًا إقناعها بالرجوع "علشان خاطر العيال". لكنها أصرت قائلة:
"أنا هاخد العيال أربيهم لوحدي."
تركها دقائق ثم عاد، طالبًا منها الصعود إلى السندرة "علشان محدش يسمع". لم تكن تدري أن تلك اللحظة ستكون بداية المأساة؛ إذ انهال عليها بطعنات غادرة، 16 طعنة كاملة، 15 منها سطحية وواحدة عميقة في البطن.
المعجزة.. نجوى تنجو من الموت
بعد دقائق من الألم، أُسعفت نجوى لتدخل في غيبوبة قصيرة، وحين أفاقت واكتشفت أنه نفذ تهديده بالفعل، انهارت تمامًا. واليوم، ترقد في العناية المركزة بين الحياة والموت، في انتظار رحمة الله ودعاء محبيها بالشفاء العاجل.
عندما يتحول الخلاف إلى جريمة، والحب إلى طعنات
قصة نجوى ليست مجرد واقعة أسرية، بل مأساة إنسانية تكشف الوجه القاتم للعنف الأسري، حيث يتحول الخلاف إلى جريمة، والحب إلى طعنات. وبينما تكافح نجوى من أجل الحياة، يبقى السؤال الأهم: متى ينتهي مسلسل العنف الأسري في مجتمعنا؟