ضربة فأس تزهق روح مزارع ستيني على يد ابن عمه بسبب قطعة أرض

لم تكن قطعة الأرض الزراعية محل الخلاف مجرد مترات من التراب، بل كانت الشرارة التي أشعلت نار الطمع بين أبناء العمومة في قرية تابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة.
الخلاف الطويل بين مزارع ستيني وابن عمه الأصغر بنحو 20 عامًا تصاعد على مدى شهور، بعدما حاول الطرف الأكبر احتواء الأزمة وتهدئة النفوس، إلا أن إصرار الآخر على الاستحواذ على الأرض كاملة قاد إلى كارثة مأساوية.
صباح دامٍ.. الأرض ترتوي بالدم
في صباح يوم الواقعة، توجه المزارع الستيني إلى قطعة أرضه كعادته اليومية، ليجد ابن عمه في انتظاره، والغضب يسيطر على ملامحه.
وبينما حاول الطرفان النقاش لإنهاء النزاع، تحولت الكلمات إلى صدام، وفي لحظة غضب عاجل المتهم ابن عمه بضربة قوية على رأسه باستخدام فأس كان بحوزته.
سقط المزارع الستيني غارقًا في دمائه، لتتحول الأرض التي طالما كانت مصدر رزق وخير إلى مسرح جريمة دموية.
مأساة بين قاتل ومقتول
فارق المزارع الحياة على الفور متأثرًا بإصابته البالغة، فيما ترك القاتل الأرض خلفه جثة هامدة شاهدة على نهاية مأساوية لخلاف عائلي.
الأرض التي كانت محل النزاع تحولت إلى أرض بور، ضاع خيرها، وارتبط اسمها بمأساة إنسانية تركت أثرًا بالغًا في نفوس الأهالي.
تحركات أمنية سريعة
تلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة بلاغًا من مركز شرطة منشأة القناطر، يفيد بوقوع جريمة قتل داخل قطعة أرض زراعية.
انتقلت قوات المباحث على الفور إلى مكان الحادث، وعثرت على جثمان المجني عليه مصابًا بضربة نافذة في الرأس بآلة حادة.
وكشفت التحريات الأولية أن وراء الجريمة ابن عم المجني عليه، بسبب خلافات حادة على الميراث.
ضبط المتهم وقرارات النيابة
عقب تقنين الإجراءات القانونية، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم، الذي اعترف تفصيليًا بارتكاب الواقعة.
وأمرت النيابة العامة بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثمان الضحية وبيان الأسباب التفصيلية للوفاة، ثم صرحت بدفن الجثمان وتسليمه لذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
كما قررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يومًا أخرى، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات وكشف ملابسات الجريمة بالكامل.
حزن وذهول في القرية
سيطر الحزن على أهالي القرية الذين أكدوا أن الخلاف كان يمكن احتواؤه، لكن الطمع في المال والميراث دمّر أسرتين، وترك جرحًا غائرًا لن يندمل.
فقدت العائلة أحد أبنائها قتيلًا، بينما يقضي الآخر أيامه خلف القضبان، ليصبح الجميع خاسرًا في مأساة كان يمكن تفاديها.