زوج مجرم يذبح زوجته قدام بنته الصغيرة.. ليه القسوة وصلت لدرجة إن البنت تشوف أمها بتموت قدامها؟”

قبل عشر سنوات، لم يكن أحد يتوقع أن تنتهي حكاية "نورا أ."، البالغة من العمر 35 عامًا، بهذه المأساة. كانت شابة بسيطة تبحث عن الاستقرار، فدلّت إحدى القريبات "حافظ ع." الموظف الثلاثيني آنذاك عليها، ليبدأ بينهما مشوار خطوبة قصيرة لم تكتمل عامًا، سرعان ما تُوج بالزواج.
استقرت الزوجة في منزل أسرة الزوج بقرية الروضة بمحافظة الغربية، وأنجبت ثلاثة أطفال، لتبدأ حياتهما الزوجية بصورة عادية، الزوج يعمل موظفًا، والزوجة ترعى شؤون البيت والأبناء.
انحدار تدريجي.. المخدرات تدخل البيت
لم يدم الاستقرار طويلًا؛ إذ تعرف الزوج على رفقاء سوء، وأدمن المخدرات، حتى بات دخله لا يكفي حاجاته، فتحول من زوج هادئ إلى شخص عنيف يعتدي بالضرب على زوجته بشكل متكرر.
لم يعد حافظ ينفق على بيته، ما أجبر نورا على النزول للعمل باليومية في الأراضي الزراعية لتأمين متطلبات أبنائها الثلاثة. لكن مجهودها وتضحياتها لم تكن كافية لحمايتها من بطش زوجها، الذي كان يطالبها بما تكسبه، فإن رفضت انهال عليها بالضرب المبرح.
جلسات الصلح العرفية.. وتهديد الأب
تكررت شكاوى نورا لأسرتها من سوء معاملة الزوج، فكانت تلجأ إلى بيت والدها في كل مرة تتعرض فيها للإهانة أو الضرب.
وفي كل مرة، يتدخل أهل القرية في جلسة صلح عرفية، ليُجبر الزوج على التعهد بحسن المعاملة، فتعود الزوجة مضطرة إلى بيتها وأولادها.
لكن مع تكرار الاعتداءات، فقد الأب صبره. ففي آخر جلسة صلح، وقف والد نورا غاضبًا وقال أمام الجميع: "هقتلك لو مددت إيدك عليها تاني".
كلمات الأب أغضبت الزوج وأشعلت نيران الغضب داخله، فقرر الانتقام.
خطة القتل.. سلاح وجهزية كاملة
بدأ "حافظ" يعد العدة لارتكاب جريمته. اشترى سلاحًا ناريًا منذ ستة أشهر، وحرص على توفير الذخيرة تحسبًا للحظة المناسبة. ظل يخطط لقتل زوجته عقابًا لها على شكواها المستمرة، ومعاقبةً لوالدها الذي هدده علنًا.
لحظة التنفيذ.. الرصاص يمزق السكون
في أحد أيام فبراير 2021، أنهت نورا يومها الشاق في الأراضي الزراعية، عادت إلى منزلها مرهقة، أعدت الطعام لأطفالها وزوجها، ثم تمددت على فراشها علّها تجد بعض الراحة.
لكن زوجها لم يكن يفكر إلا في لحظة الانتقام. جلس إلى جوارها على السرير، لف يده حول رأسها، ووجه فوهة السلاح نحوها، ثم ضغط على الزناد.
انطلقت الرصاصة القاتلة لتخترق رأسها، فسقطت الزوجة غارقة في دمائها.
صرخة الابنة.. "بابا قتل ماما"
كانت اللحظة الأكثر قسوة حين استيقظت ابنتهما ذات الأحد عشر عامًا على صوت الرصاص، لتشاهد والدها يقتل أمها بدم بارد، فصرخت بصوت مدوٍّ: "بابا.. قتلت ماما".
لم يتوقف الزوج عند صرخة طفلته، بل اتصل بوالد زوجته وقال له ببرود: "تعالى خد بنتك.. أنا قتلتها".
ضبط المتهم واعترافات صادمة
هرع الأهالي على صرخات الأطفال، وأبلغوا أجهزة الأمن، التي انتقلت على الفور وألقت القبض على المتهم.
اعترف الزوج بجريمته مبررًا فعلته بالخلافات الأسرية، وزعم أن زوجته استفزته بقولها إنه "ليس رجلًا"، ما دفعه لقتلها.
حكم المحكمة.. إسقاط سبق الإصرار
أحيلت القضية إلى محكمة جنايات طنطا بمحافظة الغربية، حيث استمعت هيئة المحكمة إلى تفاصيل الواقعة. ورغم بشاعة الجريمة، قررت المحكمة إسقاط تهمة سبق الإصرار والترصد عن المتهم، مراعاةً للظروف والملابسات.
وفي النهاية، صدر الحكم بمعاقبة الزوج بالسجن المشدد 10 سنوات، ليطوى القضاء صفحة مأساة جديدة من جرائم "عش الزوجية" التي صدمت الرأي العام.