القبض على البلوجر منة أشرف بتهمة نشر محتوى خادش للحياء… تفاصيل الضبط والتحقيقات الأولية
ألقت الأجهزة الأمنية القبض على البلوجر منة أشرف، بعد اتهامها بنشر محتوى مرئي يتضمن مشاهد وإيحاءات تُخالف القيم والأخلاق العامة. وتأتي الواقعة في ظل تصاعد الجدل حول الحدود الفاصلة بين حرية التعبير ومسؤولية المحتوى الرقمي، وما يترتب على ذلك من تبعات قانونية واجتماعية.
ما القصة؟
كشفت مصادر أمنية أن معلومات وتحريات قطاع الأمن العام قادت إلى رصد حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعود إلى منة أشرف، وقد ظهرت خلالها في مقاطع مصوّرة تؤدي رقصات مصحوبة بإيحاءات اعتُبرت “منافية للآداب العامة”. وبناءً على ذلك، جرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاستصدار إذن الضبط.
كيف تم الضبط؟
أفادت البيانات الرسمية بأن الأجهزة المختصة نجحت في تحديد محل إقامة المتهمة داخل نطاق قسم شرطة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة، وتم ضبطها عقب التنسيق القانوني اللازم، مع التحفظ على ما يلزم من أدلة رقمية تتعلق بالمحتوى المنشور، تمهيدًا لعرضها على جهات التحقيق.
مضمون بيان وزارة الداخلية
أوضحت وزارة الداخلية أن هذه الخطوة تأتي “في إطار مواجهة الجرائم التي تُرتكب عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وتمس القيم والأخلاقيات العامة في المجتمع”. ويعكس البيان استمرار السياسة الأمنية في تتبع المحتوى الرقمي الذي يتعارض مع الضوابط القانونية والأعراف السائدة، خصوصًا مع انتشار صناع المحتوى وارتفاع معدلات المتابعة عبر المنصات المختلفة.
اعترافات أولية
خلال المناقشات الأولية، أقرت المتهمة—بحسب المصادر—بأنها تعمّدت نشر المقاطع بهدف رفع نسب المشاهدة وزيادة التفاعل لتحقيق عوائد مالية، وهو ما يضع القضية ضمن إطار “الاتجار بالمحتوى المخل” لتحقيق الربح، ويعزّز من الطابع العمدي للفعل محل الاتهام.
الإجراءات القانونية التالية
أكد البيان الرسمي أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهمة، على أن تُعرض على النيابة المختصة لاستكمال التحقيقات. ومن المنتظر أن تُباشر النيابة فحص المواد الرقمية محل الاتهام، والاستماع إلى أقوال المتهمة، والوقوف على ملابسات النشر ومواعيده ومنصاته، تمهيدًا لتكييف قانوني نهائي للاتهامات.
سياق أوسع: مسؤولية المحتوى وحدود المنصات
تعيد هذه الواقعة طرح أسئلة محورية حول مسؤولية صناع المحتوى عن المواد التي يقدمونها، خاصة تلك التي تستهدف فئات شابة وتتسع دائرة انتشارها على نحو سريع. كما تبرز أهمية الامتثال لضوابط النشر وتفادي أي محتوى قد يُعد مسيئًا للحياء العام أو مُحرّضًا على سلوكيات مرفوضة مجتمعيًا. وفي المقابل، تواصل الجهات المختصة التأكيد على أن ضبط المخالفات الرقمية يجري وفق الأطر القانونية المقررة، وبما يحفظ التوازن بين حرية التعبير وحماية النظام العام والقيم السائدة.
ضوابط صناعة المحتوى وقواعد المنصات، وآليات ردع المخالفات
من المنتظر أن تكشف مرحلة التحقيق وما يليها من إجراءات قضائية عن التوصيف النهائي للاتهامات والقرارات القانونية المصاحبة لها. كما قد تشهد القضية نقاشًا مجتمعيًا وإعلاميًا أوسع حول ضوابط صناعة المحتوى وقواعد المنصات، وآليات ردع المخالفات دون الإضرار بالممارسات الإبداعية الملتزمة.