بلاغ لمن يهمة الأمر
بزنس الأراضي في سوهاج.. جمعيات أهلية تتحول إلى سماسرة تحت غطاء التنمية

انتشرت في الأونة الأخيرة داخل محافظة سوهاج إعلانات لجمعيات اهلية تروج لبيع أراضي في محافظة الوادي الجديد ومؤخرا ظهرت جمعية أخري لبيع اراضي في الظهير الصحراوي لمدينة جرجا بمحافظة سوهاج وأثار إعلان جمعية تحمل أسم العاصمة عن طرح 5 أفدنة بجرجا على طريق المطار القديم أمام أرض بيت علام، موجة واسعة من الجدل في الأوساط المحلية، بعد أن قُدم العرض باعتباره فرصة استثمارية للتنمية، فيما يرى مراقبون أنه أقرب إلى بزنس تجاري بواجهة خيرية.
تفاصيل الإعلان
-
المساحة المطروحة: 5 أفدنة بسعر إجمالي قدره 100 ألف جنيه.
-
طريقة السداد:
-
60 ألف جنيه مدفوع حاليًا.
-
30 ألف جنيه بعد شهرين.
-
10 آلاف جنيه عند الاستلام.
-
-
الموقع: على الطريق مباشرة، وتبعد الأرض نحو 15 كيلومترًا عن مدينة سوهاج الجديدة.
الجمعية روجت للإعلان تحت شعار التنمية والاستثمار الريفي، معتبرة أن السعر "لا يقارن بأي جمعية أخرى".
غطاء التنمية أم واجهة للتربح؟
بينما استخدمت الجمعية لغة التنمية المستدامة في إعلانها، يرى متابعون أن ما يجري لا يعدو كونه عملية بيع وشراء أراضٍ تشبه عروض السماسرة، وليست مشروعات تنموية حقيقية تعود بالنفع المباشر على أهالي سوهاج.
ملاحظات المراقبين:
-
غياب أي ذكر لمشروعات خدمية حقيقية مثل مدارس، مستشفيات، أو مصانع صغيرة.
-
التركيز على التملك والاستثمار الفردي بدلًا من التنمية المجتمعية.
-
استغلال أسماء شخصيات عامة مثل لواءات ومسؤولين سابقين لإضفاء المصداقية.
وهم الرخاء والتنمية
أهالي سوهاج الذين انتظروا من الجمعيات الأهلية تقديم حلول لأزمات محلية كالبطالة، تردي الخدمات الصحية، وتطوير البنية التحتية، فوجئوا بإعلانات تسويقية لأراضٍ تحت لافتة التنمية.
يصف بعض الناشطين المحليين ذلك بأنه "وهم رخاء" يبيع الحلم للمواطنين، بينما الواقع هو استثمارات تجارية مقنعة.
غموض في الشروط والتفاصيل
رغم الإعلان عن نظام السداد والبعد الجغرافي للأرض، إلا أن تفاصيل مثل:
-
شروط الحجز والتخصيص.
-
المستندات القانونية.
-
طبيعة الأرض (زراعية أم مبنية).
لم تُذكر في البيان الرسمي، وهو ما يعزز المخاوف من أن العملية مجرد مناورة دعائية لا تخلو من الاستغلال.
التنمية الحقيقية ليست للبيع
ناشطون محليون أكدوا أن التنمية الحقيقية تعني:
-
إنشاء مدارس تخفف التكدس الدراسي.
-
بناء مستشفيات تخدم القرى المحرومة.
-
إقامة مصانع ومشروعات صغيرة توفر فرص عمل للشباب.
أما بيع الأراضي تحت شعار التنمية المستدامة فهو – حسب وصفهم – مجرد بزنس مقنع بأهداف خيرية رخوة.
تساؤلات مشروعة
إعلان الجمعية يفتح الباب أمام تساؤلات جادة:
-
هل هذه المشاريع حقًا تخدم المجتمع؟
-
أم أن الجمعيات الأهلية باتت واجهة لتجارة الأراضي؟
-
وهل هناك رقابة حكومية تتابع استخدام الجمعيات لاسم "العمل الأهلي" في أنشطة تجارية؟