من الكوشة للمقبرة.. قصة عروس حولت ليلة العمر إلى جريمة قتل مروّعة!

في واحدة من أبشع جرائم القتل التي هزّت محافظة البحيرة، تحوّل البيت السعيد إلى مسرح مأساوي بعد أن أقدمت عروس شابة على قتل زوجها بعد مرور خمسة أيام فقط على زفافهما، في مشهد مأساوي صدم الجميع داخل قرية هادئة بمركز إيتاي البارود.
زواج بالإكراه ونهاية مأساوية
الضحية هو الشاب الشحات. م، يبلغ من العمر 28 عامًا، وكان معروفًا بين أهالي قريته بدماثة خلقه واجتهاده في عمله.
أما القاتلة فهي أميرة. س، 20 عامًا، فتاة ريفية بسيطة أجبرتها أسرتها على الزواج من الشاب، رغم رفضها القاطع للعلاقة، وهو ما كشفته لاحقًا أمام جهات التحقيق حين قالت ببرود: "مبحبوش ومش عايزاه.. أهلي غصبوني عليه."
استمرت الخطوبة عامًا ونصف العام، لم تظهر خلالها أي علامات توتر أو خلاف، لتُقام بعدها مراسم الزواج في أجواء احتفالية بحضور الأهل والأصدقاء، وسط فرحة بدت للعيان كاملة، لكنها كانت تخفي وراءها قنبلة موقوتة ستنفجر بعد أيام قليلة.
الأيام الخمسة الأخيرة
بعد الزفاف، انتقل الزوجان إلى عش الزوجية في قرية صغيرة تابعة لإيتاي البارود.
في البداية، لاحظ الزوج فتور زوجته وبرود مشاعرها، إذ كانت تتعلل بأعذار مختلفة لتجنّب العلاقة الزوجية، مدعية مرورها بـ"عذر شرعي".
لكن مع مرور الأيام، بدأ الزوج يشك في تصرفاتها، فطلب عرضها على طبيبة مختصة، لتبدأ عند تلك اللحظة خيوط الجريمة في التشكل بعقل الزوجة.
العصير المميت
في مساء أحد الأيام، استغلت الزوجة انشغال الأسرة، وطلبت من أحد أفراد عائلتها إحضار سم فئران بحجة وجود "فأر في المطبخ".
وبعد ساعات، أعدّت كوب عصير لزوجها، وخلطت فيه السم القاتل دون تردد، ثم قدّمته له بابتسامة مصطنعة قائلة: "اشرب العصير.. عشان تهدى شوية."
تناول الزوج المشروب وهو لا يدري أنه يحتسي كوب الموت.
وبعد دقائق معدودة، بدأ يشعر بآلام مبرحة في بطنه، وصرخ مستغيثًا بوالده الذي صعد إليه مسرعًا، ليجده يتلوى من الألم، وقال له بصوت متقطع: "مراتي حطتلي حاجة في العصير."
سباق مع الموت
حاول الأب إنقاذ نجله، فنقله على الفور إلى مستشفى الدلنجات المركزي، ومنها إلى المستشفى الجامعي بالإسكندرية، لكن القدر كان أسرع؛ حيث لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة بعد ساعات من نقله، في مشهد مؤلم دوّى صداه داخل القرية.
تقرير الطب الشرعي جاء قاطعًا: "الوفاة ناتجة عن التسمم الفسفوري الناتج عن تناول مادة سامة – سم فئران – تم خلطها بمشروب عصير."
اعترافات الزوجة ودوافع الشيطان
عقب الوفاة، أبلغت الأسرة أجهزة الأمن، وانتقلت قوة من مباحث البحيرة إلى منزل الزوجين.
تم القبض على الزوجة، وبمواجهتها بالأدلة، انهارت واعترفت اعترافًا تفصيليًا، مؤكدة أنها كانت ترفض الزواج منذ البداية، وأنها خططت للتخلص من زوجها حتى تتمكن من الارتباط بشخص آخر كانت تحبه قبل الزواج.
قالت في اعترافاتها: "كنت بحب واحد تاني.. وأهلي غصبوني عليه. قلت أخلص منه وأعيش حياتي اللي عايزاها."
الإحالة إلى الجنايات.. وحكم الإعدام
باشرت النيابة العامة التحقيقات، وأمرت بحبس المتهمة على ذمة القضية، ثم أحالتها إلى محكمة جنايات دمنهور، التي نظرت القضية داخل محكمة إيتاي البارود الجزئية.
وفي جلسة 27 يوليو 2020، وبعد مراجعة الأوراق وسماع المرافعات، قضت المحكمة بـإحالة أوراق المتهمة إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في الحكم بإعدامها، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
نهاية حزينة لزواج لم يكتمل
هكذا تحوّل الفرح إلى مأتم، والزفاف إلى جنازة، بعد أن قررت عروس شابة أن تستبدل حب الحياة بنزوة شيطانية، لتكتب فصلًا جديدًا في سجل جرائم الخيانة والقتل التي تُثير الرعب في القرى المصرية. جريمة جديدة تطرح سؤالًا موجعًا:
هل يمكن أن يتحول بيت الزوجية إلى مقبرة.. إذا سكنته الخيانة؟