حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

”انتقام بالرصاص”.. تفاصيل مذبحة أبو حزام التي أغرقت الصعيد في الدم

متهم
-

في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة قنا خلال الأعوام الأخيرة، قضت محكمة جنايات نجع حمادي، برئاسة المستشار محمد الرفاعي، وعضوية المستشارين مصطفى محمود وهشام يحيى، وسكرتارية أبو المعارف عبد الشافي وأحمد صالح أبوسحلي ومحمد كحلاوي، بـإحالة أوراق 5 متهمين في قضية "مذبحة أبو حزام" إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم.

تفاصيل المذبحة

تعود أحداث الواقعة المروعة إلى يوم 2 يونيو عام 2021، حين تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا بلاغًا يفيد بوقوع حادث إطلاق نار جماعي في قرية أبو حزام التابعة لمركز نجع حمادي، نتج عنه مقتل 11 شخصًا وإصابة 8 آخرين، في مشهد دموي هزّ أرجاء المحافظة بأكملها.

وتبين من التحريات أن الجريمة جاءت على خلفية خلافات ثأرية بين عائلتين بالقرية، استخدمت فيها الأسلحة النارية بكثافة، واستهدفت إحدى السيارات الميكروباص أثناء مرورها بالطريق العام، لتتحول لحظة إلى مجزرة حقيقية راح ضحيتها رجال ونساء.

ضحايا الحادث

أسفر الهجوم عن مصرع كل من:

  • سامي عبد الشكور

  • يوسف مسعود نور الدين

  • هدى سعد الدين

  • حنان حامد شاكر

  • محمد السيد محمد عابد

  • إعدال حسين أحمد

  • سعدات عبد الواحد محمود

  • نجمية إسماعيل أحمد

  • فتحي عمر محمد حسين

  • نور الدين عبد الشافي

  • علاء عبد الصبور فكري

كما أُصيب ثمانية أشخاص آخرين بطلقات نارية متفرقة بالجسد، نُقلوا على إثرها إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

تفاصيل التحقيقات

باشرت النيابة العامة تحقيقاتها فور وقوع الجريمة، وتوصلت إلى أن مجموعة من المتهمين نصبوا كمينًا مسلحًا لسيارة ميكروباص تقل أفرادًا من العائلة الخصمة، وأطلقوا عليها وابلًا من الرصاص من أسلحة آلية، ما أدى إلى سقوط جميع ركابها بين قتيل وجريح.

وأكدت تحريات مباحث نجع حمادي أن المتهمين ارتكبوا الواقعة انتقامًا لثأر قديم بين العائلتين، بعد مقتل أحد أقاربهم في وقت سابق، مشيرةً إلى أن الهجوم تم بتخطيط مسبق وبمشاركة أكثر من شخص.

إحالة القضية إلى الجنايات

أحالت النيابة العامة القضية التي تحمل رقم 20366 جنايات نجع حمادي والمقيدة برقم 3237 كلي قنا إلى محكمة الجنايات، التي باشرت نظرها على مدار جلسات طويلة استمعت خلالها إلى شهادات الشهود وأقوال المصابين وتقارير الطب الشرعي، والتي أكدت جميعها تورط المتهمين في الواقعة.

قرار المحكمة

وبعد الاطلاع على أوراق الدعوى وما تضمنته من أدلة قاطعة، قررت المحكمة في جلستها الأخيرة إحالة أوراق 5 من المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم شنقًا، على أن يتم النطق بالحكم النهائي في جلسة مقبلة بعد ورود رأي المفتي.

غضب وحزن في القرية

وعقب صدور الحكم، سادت حالة من الحزن والغضب في قرية أبو حزام التي لم تنسَ مشاهد تلك المأساة، فيما اعتبر الأهالي القرار خطوة نحو تحقيق العدالة وتهدئة النفوس بعد سنوات من الألم والثأر والدماء.

بهذا القرار، تقترب العدالة من قول كلمتها الأخيرة في أحد أكثر ملفات الثأر دموية في صعيد مصر، لتبقى «مذبحة أبو حزام» شاهدًا على مأساة خلفت وراءها أحزانًا لا تُنسى وندوبًا في ذاكرة القرية بأكملها.