لف الإيشارب بإيده وشد بكل قوته.. تفاصيل جريمة أنهت حياة زوجة وأحرقت قلب الإسكندرية

قضت محكمة جنايات الإسكندرية، بإجماع الآراء، وبعد أخذ الرأي الشرعي لفضيلة مفتي الجمهورية، بإعدام عاطل شنقًا، لاتهامه بقتل زوجته عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، في جريمة هزّت الشارع السكندري ببشاعتها، بعدما خنقها بـ«إيشارب» داخل غرفة نومها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
تفاصيل الحكم
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد محجوب العباسي، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين رامي سعد طبيخه وشريف عبد المنعم هجرس، وسكرتارية الجلسة سعيد عبد العظيم يعقوب، في القضية رقم 24847 لسنة 2024 جنايات قسم شرطة المنتزه ثالث.
بلاغ الجريمة.. واستنفار في قسم المنتزه ثالث
تعود أحداث الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة المنتزه ثالث، يفيد بورود بلاغ بقيام عاطل بقتل زوجته داخل شقتهما السكنية بدائرة القسم.
على الفور انتقلت قوة من المباحث إلى موقع البلاغ، حيث عُثر على جثة سيدة داخل غرفة نومها، ملفوف حول عنقها «إيشارب حريمي» بإحكام، وآثار خنق واضحة.
التحريات تكشف: خنقها بعد إعداد الطعام
كشفت تحريات رجال المباحث أن المتهم يُدعى "س.ع.ح" (عاطل)، وأنه استدرج زوجته المجني عليها "ر.ط.م" إلى غرفة النوم عقب انتهائها من إعداد وجبة الطعام، ثم باغتها من الخلف وأمسك بـ«الإيشارب» الذي كانت ترتديه، ولفه حول عنقها عدة مرات محكمًا الرباط حتى تأكد من مفارقتها الحياة.
دوافع الجريمة.. شكوك وخلافات قديمة
التحقيقات أوضحت أن المتهم كان دائم الشك في سلوك زوجته، رغم عدم امتلاكه أي دليل على ذلك، وكان يعتدي عليها بالضرب والإهانة باستمرار.
قبل الواقعة بستة أيام فقط، اعتدى عليها بشدة، وقيدها بحبل داخل المنزل، لولا تدخل أحد الجيران الذي نجح في تهدئته وإقناعه بالصلح، ليعود بعدها إلى ممارسة حياته كالمعتاد قبل أن تتجدد نوبته الغاضبة في يوم الجريمة.
اعترافات المتهم أمام النيابة
وخلال التحقيقات، أقر المتهم بتفاصيل جريمته، مؤكدًا أنه كان يشك في زوجته ويشعر بأنها تخونه دون أن يمتلك أي دليل، وأنه "لم يتمالك نفسه" حين رأى بعض تصرفاتها التي فسرها بطريقته الخاصة، فقرر التخلص منها للأبد.
وأضاف في اعترافاته: "خنقتها بالإيشارب وأنا مش دريان.. كنت عايز أريح نفسي من الشك."
الطب الشرعي يؤكد.. والنيابة تأمر بالإحالة
التقرير النهائي للطب الشرعي أثبت أن وفاة المجني عليها نتجت عن إسفكسيا الخنق باستخدام رباط قماشي (إيشارب)، وأن الواقعة تمت عمدًا.
وبناءً على ذلك، قررت النيابة العامة إحالة المتهم إلى محكمة جنايات الإسكندرية بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، والتي أصدرت حكمها النهائي بإعدامه شنقًا بعد أخذ الرأي الشرعي لفضيلة المفتي.
عدالة ناجزة ورسالة رادعة
أكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن المتهم أقدم على جريمته بدم بارد، دون رحمة أو وازع من ضمير، بعد أن سلب زوجته حقها في الحياة لمجرد ظن لا يستند إلى دليل.
واعتبرت المحكمة أن الجريمة تمثل نموذجًا صارخًا للعنف الأسري القاتل، مشددةً على ضرورة الردع العام لمن تسوّل له نفسه أن يمد يده على من ائتمنته على حياتها.