حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

نهاية مأساوية في الإسكندرية.. زوج يخنق زوجته بإيشارب داخل غرفة نومهما بعد سنوات من العنف

جثة
-

تحولت شقة صغيرة في أحد أحياء الإسكندرية الهادئة إلى مسرح لجريمة مروعة، كانت ضحيتها زوجة شابة، قُتلت على يد زوجها بطريقة بشعة داخل منزلهما، في مشهد جسّد أسوأ ما يمكن أن تصل إليه الخلافات الزوجية حين تتحول إلى عنف مميت.

صرخات متكررة ونهاية دامية

لم تكن تلك الليلة مختلفة عن سابقاتها داخل الشقة التي كثيرًا ما شهدت صراخًا واستغاثات من الزوجة “ر. ط. م”، ضحية العنف الأسري الدائم.
لكن هذه المرة لم يسمع الجيران صوتها، ولم تصل استغاثتها إلى أحد، فقد تحول الإيشارب الذي زين عنقها يومًا إلى أداة موت، في لحظة غدر أطفأت أنفاسها الأخيرة.

بلاغ يكشف الجريمة

تلقت مديرية أمن الإسكندرية إخطارًا بوقوع جريمة قتل داخل إحدى الشقق السكنية بدائرة قسم المنتزه ثالث.
وبانتقال رجال المباحث إلى مكان البلاغ، عُثر على جثة سيدة في العقد الثالث من عمرها، مسجاة على الأرض داخل غرفة نومها، وحول عنقها رباط قماشي “إيشارب”، وقد بدت عليها آثار الخنق.

تحريات الأجهزة الأمنية كشفت أن الجاني ليس غريبًا عن المنزل، بل زوجها “س. ع. ح”، عاطل عن العمل، ارتكب جريمته عن عمدٍ وتخطيط مسبق.

تفاصيل ليلة القتل

في ذلك اليوم المشؤوم، بدا كل شيء عاديًا. أعدّت الزوجة الطعام، ورتّبت البيت، وتهيأت لاستقبال زوجها كعادتها.
لكن الزوج الذي تملكه الشك والغيرة المرضية لم يكن يرى أمامه سوى أفكاره المظلمة، فاستدرجها إلى غرفة النوم، وهناك بدأ المشهد الأخير من حياتها.

أمسك المتهم بإيشارب حريمي كان يعود لزوجته، ولفه حول عنقها بإحكام، ساحبًا طرفيه بعنف حتى انقطع النفس وتوقفت الحياة.
لم تكن صرختها عالية بما يكفي لتخترق جدران الغرفة، إذ ظل يشد الرباط حتى تأكد من وفاتها، ثم تركها جثة هامدة وغادر الغرفة ببرود تام.

خلفية من العنف والإهانة

التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة كشفت أن الجريمة لم تكن وليدة لحظة غضب، بل جاءت تتويجًا لسنوات من العنف الممنهج.
الزوج المتهم كان دائم الاعتداء على زوجته، يضربها ويقيدها ويهينها بدافع الشك في سلوكها دون أي دليل.
وكانت حياتها سلسلة متصلة من القسوة والإذلال، بحسب شهادة الجيران وأقارب الضحية.

قبل أيام من الجريمة، اعتدى عليها بعنف شديد حتى أصيبت بكدمات متفرقة، ثم قيدها بحبل داخل غرفتها لمنعها من الحركة.
ولولا تدخل أحد الجيران الذي سمع صراخها وقتها، لربما انتهت حياتها في تلك اللحظة.
ورغم تدخل الجار ومحاولته الصلح بين الزوجين، فإن الهدوء الذي تلاها كان مجرد هدوء ما قبل العاصفة.

تقرير الطب الشرعي يحسم الحقيقة

أثبت تقرير الطب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن اسفكسيا الخنق نتيجة ضغط مستمر على العنق باستخدام رباط قماشي، وهو ما طابق اعترافات المتهم في التحقيقات.
وأكد التقرير عدم وجود أي إصابات دفاعية، مما يعني أن الضحية لم تستطع المقاومة أمام قوة الجاني الذي باغتها.

محاكمة وجزاء عادل

أحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة جنايات الإسكندرية بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
وخلال جلسات المحاكمة، استعرضت النيابة تفاصيل الجريمة وسنوات العنف التي سبقتها، لتؤكد أن المتهم خطط مسبقًا لإنهاء حياة زوجته بعد أن رفضت استكمال الحياة معه.

وبعد المداولة، قضت المحكمة بإجماع الآراء، وبعد أخذ الرأي الشرعي لمفتي الجمهورية، بإعدام الزوج شنقًا جزاءً لما اقترفت يداه من جريمة تقشعر لها الأبدان.

صدر الحكم برئاسة المستشار محمد محجوب العباسي، وعضوية كل من المستشار رامي سعد طبيخة والمستشار شريف عبد المنعم هجرس، وسكرتارية سعيد عبد العظيم يعقوب.