حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

جريمة تحت وقع الزغاريد.. زوج ينهي حياة زوجته في يوم خطوبة شقيقة المتهم

متهم
-

لم تكن الزغاريد التي دوّت في أرجاء العمارة مساء الجمعة سوى خلفية مأساوية لجريمة بشعة أنهت حياة زوجة بريئة على يد أقرب الناس إليها. ففي الوقت الذي كانت فيه أسرة المتهم تحتفل بخطوبة ابنة شقيقته في الطابق السفلي، كانت الطعنات المميتة تكتب المشهد الأخير في شقة بالدور العلوي، حيث لفظت "ألطاف" أنفاسها الأخيرة على يد زوجها "علي"، صاحب سوبر ماركت، في واحدة من أكثر جرائم العنف الأسري قسوة وصدمًا.

بداية الحكاية.. زواج هادئ تحول إلى كابوس

بدأت قصة الحب بين "علي" و"ألطاف" عام 2001، بزفاف بسيط جمع بين شاب طموح وفتاة حنونة تحلم بحياة مستقرة. عاش الزوجان سنوات من الهدوء والرضا، ورُزقا بثلاثة أبناء، أكبرهم الطفلة "ش." التي كانت تبلغ من العمر وقت الحادث 17 عامًا.

لكن الرياح لا تأتي دائمًا بما تشتهي السفن. فبعد نحو 14 عامًا من الزواج، تعرض "علي" لعملية نصب كبيرة خسر فيها كل أمواله ومدخراته. ومنذ تلك اللحظة تغيّر الرجل كليًا — أصبح سريع الغضب، حادّ الطباع، دائم الاعتداء على زوجته، يقيّدها في المنزل ويمنعها من زيارة أهلها أو حتى التواصل معهم.

من وعود بالإصلاح إلى دائرة عنف لا تنتهي

تحولت حياة "ألطاف" إلى جحيم يومي. الإهانات والضرب أصبحا عادة، والتهديدات لا تنقطع. وفي إحدى نوبات الغضب، اعتدى عليها بعنف، ما تسبب في جرح غائر في رأسها تطلب خمس غرز، لكنها عادت إليه بعد تدخل الأهل وتعهد الزوج بالإصلاح.
غير أن العنف لم يتوقف، إذ كرر اعتداءه بعد أشهر، وأصابها بكسر في الأنف، فقررت وقتها ترك المنزل ورفعت قضايا ضده طالبة الطلاق والخلع.

الأطفال.. وسيلة ابتزاز قاسية

استغل "علي" أبناءه كورقة ضغط لإجبار زوجته على العودة، فهددها قائلًا: "لو ما سحبتيش القضايا.. مش هتشوفي العيال تاني."

خوفًا على أولادها، وتحت ضغوط عائلية، رضخت ألطاف وعادت إلى بيت الزوجية، في محاولة أخيرة لإنقاذ أسرتها. لكنها لم تكن تعلم أن قرارها هذا سيكون الخطوة الأخيرة قبل نهايتها المأساوية.

ليلة الدم.. حين اختلطت الزغاريد بالصراخ

في مساء الجمعة 7 يوليو 2017، كانت العمارة التي تقطنها الأسرة تعج بالفرح. في الطابق الأرضي، تُزف ابنة شقيقة المتهم إلى خطيبها وسط الأهل والزغاريد، بينما في الطابق العلوي كان "علي" يبيت نية القتل.

بحذر شديد، أخرج طفليه الصغيرين من الشقة، وأغلق الباب بإحكام. ثم عاد إلى الداخل ممسكًا سكين المطبخ، وبدأ بطعن زوجته طعنات متفرقة في صدرها وبطنها — اثنتا عشرة طعنة بحسب تقرير الطب الشرعي.

صرخة ابنة.. ومحاولة نجاة

صرخات الأم المكلومة استدعت ابنتها الكبرى "ش." التي هرعت إلى الغرفة محاولة الدفاع عن والدتها، لكنها فوجئت بوالدها يغرس السكين في جسد أمها بلا رحمة. حاولت منعه فطعنها في البطن لتسقط أرضًا غارقة في دمائها.

وبينما كانت الأم تهمس بالشهادة، التفت إليها الزوج غاضبًا وصاح فيها: "انتي لسه عايشة؟!"
ثم سدد إليها الطعنات الأخيرة التي أنهت حياتها على الفور.

لحظات الرعب.. والجيران يهرعون

في الخارج، كانت الزغاريد والضحكات ما تزال تملأ المكان، حتى اخترقها صوت صراخٍ هستيري. هرع الجيران إلى مصدر الصوت ليجدوا المشهد المروّع:

  • الزوجة جثة هامدة غارقة في دمائها

  • والابنة تنزف بجوارها وسط محاولة يائسة للنجاة

تم نقل الطفلة إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، بينما أبلغ الأهالي أجهزة الأمن التي حضرت على الفور وألقت القبض على المتهم.

التحقيقات.. واعتراف صادم

بمواجهة المتهم أمام النيابة، اعترف تفصيلًا بارتكاب الجريمة، زاعمًا أن الخلافات الزوجية المتكررة هي الدافع وراء فعلته، وأنه "فقد السيطرة على نفسه".
تم تحرير محضر بالواقعة، وإحالة المتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيق، فيما تم التصريح بدفن الجثة بعد انتهاء الفحص الطبي الشرعي.

نهاية مأساوية لعلاقة بدأت بالحب

انتهت قصة "علي" و"ألطاف" كما لم يتخيلها أحد: حب تحول إلى كراهية، وزواج انتهى بجريمة قتل هزّت القلوب. في تلك الليلة، تلاشت حدود الفرح والحزن، وتحوّل صوت الزغاريد إلى بكاء مكتوم، يروي حكاية زوجة قُتلت في بيتها، على يد من أقسم يومًا أن يكون لها أمانًا.