حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

”قتلوه بدم بارد”.. كيف خططت الزوجة وعشيقها لقتل الزوج بحيلة شيطانية؟

جثة
-

في قرية هادئة على أطراف مركز الصف بمحافظة الجيزة، كانت تعيش "بشاير" مع زوجها "كامل"، حياة بسيطة، يشوبها بعض الخلافات الزوجية العادية. "كامل" كان معروفًا بين أهالي القرية بدماثة خلقه وطيبة قلبه، رجل يعول أسرته ويعمل بجدّ لتوفير حياة كريمة لهم.
لكن خلف جدران المنزل الصغير، كانت نار الخيانة تشتعل ببطء، بين "بشاير" وشقيق زوجها الأصغر "أحمد"، الذي كان يصغرها بعشر سنوات.

علاقة محرمة تولد في الخفاء

لم تكن "بشاير" تتوقع أن النظرات العابرة بينهما ستتحول يومًا إلى علاقة آثمة. لكن مع مرور الوقت، أصبح "أحمد" يقضي أوقاتًا طويلة في منزل شقيقه، وتطورت العلاقة بينه وبين "بشاير" إلى ما هو أبعد من الحدود المسموح بها.
بدأت اللقاءات السرية، وبدأت الوعود بينهما تتكاثر. كلاهما كان يعلم أن ما يجمعهما خطيئة لا تُغتفر، لكن الشيطان كان لهما رفيقًا.

خطة التخلص من الزوج

في إحدى الليالي، وبينما كان العشيقان يلتقيان خفية، همست "بشاير" بكلمات كانت كفيلة بتغيير مصير الجميع: "لو كامل اختفى.. نعيش إحنا سوا من غير خوف!"
لم يتردد "أحمد" طويلًا، إذ سيطر عليه شغفه واعتقاده أن قتل شقيقه سيكون الممر الوحيد إلى "بشاير". ومن هنا بدأت خطة القتل الباردة، التي نُفذت بتأنٍ وسبق إصرار.

الجاتوه المسموم.. البداية المميتة

في مساء يوم 8 فبراير 2024، جلس "كامل" على مائدة العشاء كعادته، بينما كانت "بشاير" تعد له طبقًا من الحلويات التي يحبها — قطعتين من الجاتوه.
لم يكن يعلم أن الزوجة التي تجلس أمامه تخفي في صدرها نية القتل، وأن ما يتناوله ليس سوى سمّ الموت في ثوب من الحلوى.
بعد دقائق، بدأ يشعر بدوخة شديدة وعرق بارد يسيل على جبينه، بينما كانت "بشاير" تراقبه بنظرة تجمع بين الخوف والترقّب.

دخول العشيق إلى مسرح الجريمة

بمجرد أن اتصلت "بشاير" بعشيقها "أحمد"، جاء مسرعًا إلى المنزل. لم يعبأ بدم شقيقه أو صرخاته. أمسك بقطعة من القماش (شال)، ووضعها حول عنق "كامل"، وسحبها بكل قوته حتى خارت أنفاسه الأخيرة.
توقفت الحركة، وساد الصمت الثقيل.
كانت تلك اللحظة التي تحوّل فيها العشق إلى جريمة مكتملة الأركان.

محاولة التستر على الجريمة

بعدما لفظ "كامل" أنفاسه، ساد الذعر بين القاتلين. فكّرا بسرعة في طريقة لإخفاء ما حدث، فقررا نقله إلى المستشفى بدعوى أنه تعرّض لإعياء مفاجئ.
لكن الجسد الذي حملوه كان يحمل آثار الخنق، ووجهه المائل إلى الزرقة فضح ما حاولوا إخفاءه.

تقرير الطب الشرعي يكشف الحقيقة

بعد الفحص، كشف الطبيب الشرعي أن الوفاة لم تكن طبيعية.
تبين وجود آثار خنق حول العنق، وأن السم الذي تناول المجني عليه لم يكن كافيًا لإنهاء حياته وحده، ما أكد أن القتل تم خنقًا بعد تناوله السم.
حينها، بدأت خيوط الجريمة تتكشف، وبدأت التحقيقات تكشف تفاصيل أبشع خيانة يمكن أن يرتكبها إنسان بحق أخيه وزوجه.

اعترافات تهز القلوب

انهارت "بشاير" في التحقيقات، واعترفت بكل شيء. قالت إنها خططت مع شقيق زوجها لقتله بعد أن ضاقت بحياتها معه ومعاملته القاسية – على حد قولها – وأنها أرادت أن تبدأ حياة جديدة مع عشيقها.
أما "أحمد"، فقد حاول في البداية الإنكار، لكنه سرعان ما انهار هو الآخر أمام الأدلة القاطعة، واعترف بتنفيذه جريمة الخنق.

المحكمة: «جريمة تجردت من كل رحمة»

نظرت محكمة جنايات الجيزة القضية رقم 4771 لسنة 2024 جنايات الصف، برئاسة المستشار حسين فاضل عبد الحميد، واستعرضت الأدلة وتقارير الطب الشرعي والاعترافات الكاملة.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها: «إن الزوجة خانت أمانة الزوجية، واستسلمت لشهوة محرّمة، فاستدرجت الشيطان إلى بيتها وخططت مع شقيق زوجها لإنهاء حياة زوجها في مشهد يخلو من كل مشاعر الرحمة أو الإنسانية».

وأضافت الحيثيات أن المتهمين فكّرا في الجريمة بروية، واستعدّا لها بدقة، وارتكباها بدم بارد من أجل علاقة آثمة لا تمتّ للأخلاق بصلة.

الإعدام شنقًا نهاية الخيانة

وبعد استعراض القضية ومداولات المحكمة، قررت هيئة المحكمة بإجماع الآراء إحالة أوراق "بشاير" و"أحمد" إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وبعد ورود الرأي الشرعي، أصدرت حكمها النهائي: الإعدام شنقًا للزوجة الخائنة وعشيقها.