حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

كشف لغز مقتل مهندس على طريق محور 30 يونيو ببورسعيد.. رحلة خير انتهت بجريمة غدر مروعة

المهندس الضحية
-

نجحت الأجهزة الأمنية في محافظة بورسعيد في فك طلاسم واحدة من أبشع الجرائم الغامضة التي شهدها طريق محور 30 يونيو خلال الأيام الماضية، بعدما عُثر على جثة مهندس شاب مصابة بعدة طعنات نافذة وملقاة على جانب الطريق، في جريمة امتزجت فيها القسوة بالغدر والدهاء الإجرامي.

بداية القصة.. رحلة إلى الموت

بدأت أحداث الجريمة حينما غادر المهندس حمادة أحمد محمود حمودة فرج، البالغ من العمر 40 عامًا، محل إقامته في القاهرة يوم الاثنين الماضي، متجهًا إلى مدينة كفر البطيخ بمحافظة دمياط لحضور حفل زفاف أحد أقاربه.
لكن الرحلة التي كان من المفترض أن تنتهي بالفرح، تحولت إلى مأساة دموية أنهت حياة المهندس في مشهد مروّع، بعد أن وقع ضحية لخداع قاتل تظاهر بالحاجة للمساعدة.

لقاء الصدفة الذي تحول إلى كمين

وأثناء سير المهندس بسيارته على طريق محور 30 يونيو، توقف في إحدى محطات الوقود لتزويد سيارته بالبنزين. وهناك، اقترب منه أحد الأشخاص — عامل — وطلب منه أن يوصله إلى محافظة بورسعيد، مدعيًا أنه في طريقه إلى هناك.
استجاب المهندس لطلبه بدافع الشهامة وحسن النية، دون أن يعلم أنه يرافق قاتله، لتتحول الرحلة بعد دقائق إلى مشهد دموي مؤلم.

طعَنات الغدر على الطريق

بعد دقائق من انطلاق السيارة، أظهر الراكب نواياه الإجرامية، إذ استل سكينًا وطالب المهندس بتسليمه السيارة ومقتنياته.
لكن المجني عليه حاول المقاومة والدفاع عن نفسه، فما كان من الجاني إلا أن سدد له ثلاث طعنات نافذة في الصدر، ليسقط المهندس غارقًا في دمائه داخل السيارة.
وللتأكد من وفاته، أوقف القاتل السيارة في طريق فرعي على محور 30 يونيو، وألقى الجثة خارجها، ثم دهس رأس الضحية بالإطارات لطمس معالم الجريمة والتأكد من مفارقته الحياة.

سرقة المركبة ومقتنيات الضحية

استولى المتهم بعد تنفيذ جريمته على سيارة المجني عليه، وهاتفه المحمول، وجهاز اللاب توب، ومبلغ مالي، ومحفظته التي كانت تحتوي على بطاقات إثبات الهوية وكارنيهات عمله، ثم فرّ هاربًا من المكان محاولًا إخفاء آثار جريمته.

لغز الجريمة بين ثلاث محافظات

بدا المشهد في بدايته غامضًا ومربكًا، خصوصًا بعدما تبين أن بلاغ تغيب المهندس تم تحريره في محافظة دمياط، في حين تم العثور على جثمانه داخل نطاق محافظة بورسعيد، بينما كان تحركه من القاهرة، ما صعّب على رجال الأمن تحديد مسرح الجريمة الحقيقي وخط سير القاتل.

تحرك أمني موسّع لكشف الجريمة

تحت إشراف اللواء محمد الجمسي، مدير أمن بورسعيد، تم تشكيل فريق بحث موسّع بقيادة اللواء ضياء زامل، مدير إدارة المباحث الجنائية، وبمشاركة فرق من البحث والتحليل الفني والتكنولوجي.
بدأت عملية فك اللغز بتتبع خط سير سيارة المهندس منذ مغادرته القاهرة وحتى لحظة انقطاع الإشارة، مع فحص كاميرات المراقبة على طول الطريق ومحطات الوقود والمداخل الرئيسية لمحور 30 يونيو.

تحديد هوية الجاني وضبطه

أسفرت جهود التحريات عن رصد المتهم أثناء استقلاله سيارة المجني عليه في أكثر من موقع على الطريق، ومن خلال تتبع تحركاته تم تحديد هويته بدقة بعد ساعات من العمل المتواصل.
وبعد تقنين الإجراءات القانونية، تمكنت الأجهزة الأمنية من مداهمة مكان اختباء المتهم وضبطه، كما جرى استعادة السيارة المسروقة وجميع متعلقات المجني عليه، بينها الهاتف المحمول، واللاب توب، والمبلغ المالي، والمحفظة.

اعترافات تفصيلية وتمثيل الجريمة

اعترف المتهم تفصيليًا أمام رجال المباحث بارتكابه الجريمة، وروى كيف استدرج المهندس مستغلًا طيبته، ثم طعنه وسرق ممتلكاته.
وأرشد المتهم عن مكان إلقاء الجثة على طريق محور 30 يونيو، كما قام بتمثيل الجريمة ميدانيًا أمام النيابة العامة، مؤكدًا أنه خطط للجريمة بدافع السرقة فقط.

كفاءة أمنية تحسم اللغز

أكدت مصادر أمنية أن سرعة التحرك واحترافية فريق البحث كانت وراء كشف الجريمة في وقت قياسي، رغم تشابك خطوطها الجغرافية بين ثلاث محافظات.
وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وإحالة المتهم إلى جهات التحقيق التي تباشر استجوابه تمهيدًا لإحالته إلى محكمة الجنايات لمحاسبته على جريمته الشنعاء.