حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

إحالة أوراق 3 متهمين للمفتي لذبح شاب وفصل رأسه عن جسده بمدينة نصر.. جريمة ثأر تهز الرأي العام

متهم
-

شهدت محكمة جنايات القاهرة الجديدة واقعة مروعة هزت الشارع المصري، بعدما أصدرت حكمها بإحالة أوراق 3 متهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، إثر إدانتهم بارتكاب جريمة قتل مروعة وذبح شاب وفصل رأسه عن جسده أسفل كوبري بمدينة نصر، في واحدة من أبشع جرائم الثأر التي شهدتها مصر خلال العام الجاري.

تفاصيل الحكم

صدر الحكم برئاسة المستشار محمد رشدي، وعضوية المستشارين أمير رمزي، وأحمد الجندي، وخالد محجوب، في القضية رقم 5865 لسنة 2025 جنايات مدينة نصر.
وقضت المحكمة بإحالة أوراق المتهمين الثلاثة إلى مفتي الجمهورية تمهيدًا لإعدامهم شنقًا، على خلفية ثبوت تورطهم في قتل شاب عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بدافع الانتقام والثأر.

بداية الواقعة.. ثأر قديم أشعل نار الجريمة

كشفت تحقيقات النيابة العامة أن الجريمة وقعت بدافع الثأر، بعدما شهدت محافظة الفيوم جريمة قتل سابقة راح ضحيتها أحد أقارب المتهمين الثلاثة.
ومنذ ذلك الحين، قررت أسرة القتيل الانتقام، فبدأ أفرادها في تتبع أحد أقارب الجاني السابق — وهو المجني عليه في هذه القضية — حتى تمكنوا من تحديد مكانه في القاهرة.
وبعد فترة من التخطيط، اتفقوا على استدراجه إلى مدينة نصر بزعم تسوية الخلافات وبدء صفحة جديدة، بينما كانوا يبيّتون النية للتخلص منه.

خطة الاستدراج إلى القاهرة

وفقًا لما ورد في التحريات، أجرى أحد المتهمين اتصالًا بالمجني عليه وأبلغه بوجود فرصة عمل مغرية في القاهرة، محددًا له موعدًا ومكان اللقاء.
وبالفعل، استقل المجني عليه الحافلة متجهًا من الفيوم إلى القاهرة، ليلتقي بأحد أصدقائه في منطقة مدينة نصر دون أن يعلم أن فخ الموت ينتظره.
وعند وصوله إلى المكان المحدد، فوجئ بوجود شقيق القتيل وابن عمه، اللذين أظهرا حسن النية وأبلغاه برغبتهما في إنهاء الخلافات القديمة بالود، في محاولة لخداعه وكسب ثقته.

محاولة التسميم وفقدان الوعي

خلال الجلسة، عرض المتهمان على الضحية تناول مشروب كدليل على حسن النية، إلا أنه رفض خوفًا من أن يكون مسمومًا.
حينها قرر الجناة تغيير خطتهم، فقاموا بإعطائه قرصًا مخدرًا على أنه مسكن للصداع. وبعد دقائق معدودة، بدأ المجني عليه يفقد وعيه تدريجيًا حتى سقط مغشيًا عليه، لتبدأ المرحلة الثانية من الجريمة البشعة.

ذبح تحت الكوبري.. جريمة بلا رحمة

استعان المتهمون الثلاثة بسائق (المتهم الرابع) لمساعدتهم في نقل الضحية، وأخبروه بأنه مريض ويحتاج إلى الذهاب لأحد المستشفيات.
لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا، إذ توجهوا به إلى أسفل كوبري بمدينة نصر، وهناك أجهزوا عليه بطريقة وحشية، حيث قام أحدهم بذبحه وفصل رأسه عن جسده في مشهد دموي تقشعر له الأبدان.
ثم تخلّصوا من الجثة في المكان ذاته قبل أن يغادروا الموقع تاركين خلفهم جريمة أثارت الرعب في نفوس الأهالي.

الاعتراف بالجريمة وتفاصيل التحقيقات

بعد أيام من الواقعة، توجه المتهم الأول إلى قسم شرطة الفيوم، في خطوة مفاجئة، وقدم اعترافًا تفصيليًا بارتكاب الجريمة، مؤكدًا أنها جاءت انتقامًا لمقتل أحد أقاربه في واقعة سابقة.
وعقب اعترافه، تحركت فرق البحث الجنائي وألقت القبض على باقي المتهمين، الذين أقروا بدورهم في الجريمة، مؤكدين أن الثأر هو الدافع الرئيسي وراء ما فعلوه.

ضبط المتهمين وإحالتهم للمحاكمة

بإشراف اللواء محمد السيد، مدير مباحث القاهرة، تم تشكيل فريق بحث موسع تمكن من القبض على المتهمين الثلاثة والسائق المشارك، كما تم العثور على أداة الجريمة والتحفظ عليها.
أُحيل المتهمون إلى النيابة العامة التي وجهت لهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار، والخطف، وحيازة سلاح أبيض دون ترخيص، ثم أُحيلوا إلى محكمة الجنايات التي نظرت القضية وأصدرت حكمها بإحالة أوراقهم للمفتي.

ختام القضية.. انتظار الكلمة الأخيرة

ومن المنتظر أن تصدر المحكمة حكمها النهائي بعد ورود رأي فضيلة المفتي، حيث يتوقع أن يتم تأييد حكم الإعدام بحق المتهمين الثلاثة، في ظل الأدلة القاطعة واعترافاتهم التفصيلية.
وتعد هذه الواقعة واحدة من أبشع جرائم الثأر التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، بعدما تحولت خصومة قديمة إلى جريمة بشعة راح ضحيتها شاب بريء قُتل بدم بارد، لتؤكد من جديد أن الثأر لا يولّد إلا الدم والمآسي.