حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

خطة شيطانية داخل المستشفى.. زوجة تُنهي حياة زوجها بجرعة زائدة ومقاطع فاضحة

جثة
-

بدأت القصة في منتصف عام 2008، عندما ارتبط عماد، الميكانيكي البالغ من العمر 30 عامًا، بخطيبته سماح التي تصغره بسبع سنوات. بعد خطوبة قصيرة استمرت خمسة أشهر فقط، تزوجا ورُزقا بطفلة صغيرة، واستقرا في إحدى قرى محافظة دمياط.

في البداية، بدت حياتهما نموذجية؛ الزوج يعمل بجد، والزوجة تُساعد في المنزل وتعمل ممرضة في مستشفى حكومي. لكن خلف هذا الهدوء، كانت نيران الخلافات تشتعل ببطء، إذ تحوّل عماد إلى زوج عنيف كثير الشك، بينما بدأت "سماح" في الانجراف إلى علاقات غير شرعية مع بعض زملائها في العمل.

اللقاء الأول.. الممرضة والعاشق الطبيب

بجمالها اللافت وحضورها القوي، لم تجد "سماح" صعوبة في التقرب من الطبيب محمد، صاحب عيادة خاصة في مدينة أجا بمحافظة الدقهلية.
زارت عيادته يومًا بحجة البحث عن عمل إضافي كممرضة مساعدة، لكن العلاقة المهنية تحولت بسرعة إلى علاقة محرمة، جمعت بينهما خلف الأبواب المغلقة.

كان الطبيب يوثّق لقاءاتهما عبر هاتفه المحمول، بينما تحفظ "سماح" نسخًا من المقاطع على حاسوبها الشخصي. استمرت العلاقة لسنوات، حتى عام 2014، حين فُقد اللاب توب الخاص بالزوجة، ليتحول الغرام إلى مصدر رعب.

الابتزاز والفراق المؤقت

تلقى الطبيب "محمد" رسائل تهديد من مجهول يطالبه بمبلغ مالي مقابل عدم نشر المقاطع الفاضحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
اضطر الطبيب إلى دفع 13 ألف جنيه لإيقاف الفضيحة، ثم قرر قطع علاقته نهائيًا بـ"سماح" خوفًا على سمعته ومستقبله المهني.

لكن القدر لم يُغلق القصة بعد، فبعد ثلاث سنوات عادت الأمور لتشتعل مجددًا على نحو مأساوي.

الصدمة الكبرى.. الفضيحة تصل إلى يد الزوج

في أبريل من عام 2017، تلقى "عماد" رسالة من رقم مجهول تحتوي على مقاطع الفيديو الفاضحة لزوجته مع الطبيب.
كانت الصدمة مدمرة. واجهها غاضبًا، لكنها أنكرت. لم يجد سوى العنف متنفسًا لغضبه، فانهال عليها بالضرب وطردها من المنزل.
بعد أسبوع فقط، رقّ قلبه لها وأعادها إلى البيت، دون أن يدري أنه بذلك يمنحها فرصة لتنفيذ خطة الشيطان.

الخطة الجهنمية.. "جرعة زائدة وانفعال قاتل"

بدأت "سماح" بالتنسيق مع عشيقها الطبيب للتخلص من زوجها نهائيًا.
روت له كل تفاصيل حالته الصحية، كونه مريضًا بالسكري ويعاني من مشاكل في القلب. اتفقا على أن جرعة زائدة من الإنسولين، يعقبها انفعال نفسي قوي، ستكون كفيلة بإنهاء حياته دون أن يترك ذلك أي دليل جنائي واضح.

يوم التنفيذ.. "حقنة الموت ومقاطع الفضيحة"

في اليوم المشؤوم، استدرجت الزوجة زوجها إلى المستشفى بزعم توقيع الكشف الطبي. هناك، أعطته جرعة كبيرة من الإنسولين بحجة العلاج.
ثم استقل الطبيب سيارته ومعه عماد، وأثناء الرحلة، أخرج هاتفه وبدأ في عرض المقاطع الفاضحة التي تجمعه بـ"سماح".

لم يحتمل عماد المشهد؛ ارتفع ضغطه، تسارعت أنفاسه، وسقط جثة هامدة قبل أن يستخدم الطبيب "الحقنة الاحتياطية".
بهدوء، تخلّص الطبيب من الجثة بإلقائها على جانب الطريق، في محاولة لإخفاء الجريمة.

دموع التماسيح.. الزوجة تنتحب أمام الجثمان

ما إن شاع خبر العثور على الجثة، حتى هرعت "سماح" إلى موقع الحادث تبكي بحرقة وتنعى زوجها، لكنها لم تُقنع شقيق المجني عليه، الذي لاحظ ارتباكها وتناقض أقوالها، فبادر بإبلاغ المباحث بشكوكه في تورطها بالجريمة.

خيوط التحقيق.. فيديوهات تكشف المستور

أمام جهات التحقيق أنكرت "سماح" علاقتها بالجريمة، وقالت إن زوجها كان "يتعاطى المخدرات ويعاني من السكر"، لكن تحريات المباحث كشفت المستور.
تم العثور على مقاطع مصورة تؤكد العلاقة غير الشرعية بينها وبين الطبيب، وهي نفس المقاطع التي وصلَت للزوج قبل وفاته.

تقرير الطب الشرعي.. وفاة غامضة بلا آثار عنف

أكد التقرير أن الجثة خالية من آثار عنف واضحة، باستثناء كدمة بسيطة في الصدر، مرجحًا أن سبب الوفاة هو هبوط حاد ناتج عن الانفعال الحاد لدى مريض بالقلب والسكر.
لكن شقيق القتيل أصرّ على أن الوفاة ليست طبيعية، مؤكدًا أن وراءها مؤامرة محكمة بين الزوجة والطبيب.

الأدلة الجديدة.. كاميرا محل حلويات تفضح القاتلين

بعد شهور من الغموض، ظهرت مفاجأة مدوية: مقطع فيديو من كاميرا مراقبة بمحل حلويات في ميدان كفر البطيخ.
أظهر المقطع تحركات الزوج قبل وفاته، والسيارة التي استخدمت في نقله، وهو ما أعاد فتح التحقيقات من جديد بعد أن كانت القضية قد حُفظت مؤقتًا.

النهاية.. العدالة تنتصر بعد عامين من الجريمة

في سبتمبر الماضي، أصدرت محكمة جنايات دمياط حكمها بسجن الطبيب والممرضة 15 عامًا لإدانتهما بقتل الزوج.
وفي نوفمبر 2019، تم القبض على "سماح" بعد هروب استمر أكثر من عامين، لتسدل الستار على واحدة من أبشع جرائم الخيانة الزوجية التي كُتبت تفاصيلها بالإنسولين والدموع.

خيانة بطعم الموت

قصة "سماح" و"عماد" لم تكن مجرد نزوة، بل مأساة إنسانية تختزل كيف يمكن أن تتحول الخيانة إلى جريمة قتل باردة، تُخطط داخل جدران المستشفى وتُنفذ باسم "العلاج".