حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

خيانة غادرة ونهاية مأساوية.. قصة جزار كفر الشيخ الذي قتله الحب المحرّم

جثة
-

في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة كفر الشيخ عام 2022، تحوّل بيت الزوجية إلى مسرح دموي، بطلته زوجة خانت أمانة عشرتها، وعشيق انقاد وراء شهوة محرمة، فكانت النهاية مأساوية لجزار مغترب لم يدرِ أن غيابه عن وطنه سيفتح الباب لمقتله على يد من أحبها ووثق بها.

بداية القصة.. زواج هادئ يتحول إلى خيانة

في عام 2017، كان حُسني، شاب في الخامسة والثلاثين من عمره، يعمل جزارًا بسيطًا في إحدى قرى مركز كفر الشيخ. بعد سنوات من الكفاح، قرر أن يستقر ويتزوج. دلّته إحدى قريباته على فتاة تُدعى نيرة، تصغره بعامين.
تقدّم لخطبتها، ولم تمضِ فترة طويلة حتى تزوجها. بدت حياتهما في بدايتها طبيعية، يملؤها الهدوء والاستقرار، وكان الزوج يعمل جزارًا في النهار وسائقًا في المساء لتوفير حياة كريمة لزوجته وأطفاله الصغار.

لكن طموحه لم يتوقف عند حدود قريته، فقرر السفر إلى لبنان بحثًا عن لقمة العيش. كان يعمل هناك عشرة أشهر متواصلة ويعود لشهرين فقط، يحمل الهدايا والمال، غير مدرك أن خلف ابتسامات زوجته كانت تُخبّئ خيانةً طويلة الأمد.

الخيانة تبدأ في غيابه

في أواخر عام 2019، وبينما كان الزوج في غربته، تعرفت نيرة على رجل يُدعى علاء الدين، يعمل عاملًا في أحد المخابز القريبة.
بدأت بينهما أحاديث قصيرة، ثم لقاءات متكررة، حتى تحولت العلاقة إلى خيانة كاملة داخل منزل الزوجية، ذلك المكان الذي كان شاهدًا على خيانة العهد والشرف.

تعمّقت العلاقة بينهما لسنوات، وأصبحت نيرة تُخفي العشيق في بيت زوجها، تمارس معه الحرام دون خوف أو خجل. حاولت أكثر من مرة أن تُقنع زوجها بالطلاق، لكنه رفض، متمسكًا بها وبأطفاله، مؤمنًا بأن الخلافات العائلية تُحلّ لا تُهدم بها البيوت.

مخطط شيطاني للقتل

مع مرور الوقت، ازدادت مخاوف نيرة من انكشاف أمرها، خاصة بعدما عاد الزوج نهائيًا إلى مصر عام 2022. لاحظ تغيّرها وبرودها نحوه، وبدأ يشك في سلوكها، فصار يراقبها ويتحرى عنها.

لم تحتمل الزوجة ضغط الشكوك، فقررت التخلص منه. في البداية، حاولت تسميمه مرتين بوضع سم الفئران في الطعام، لكنها فشلت بعدما لاحظ الزوج طعمًا غريبًا في الأكل فامتنع عنه.

عندها لجأت إلى عشيقها، وهددته بقطع العلاقة إن لم يساعدها في تنفيذ الجريمة. استجاب علاء الدين لضغوطها، وبدأ الاثنان يخططان للقتل بدم بارد. اشترى العشيق سكينًا حادًا تُستخدم في الذبح، ودفنها تحت شجرة بالقرب من منزله حتى يحين موعد التنفيذ.

ليلة الجريمة.. مكالمة الموت

في ليلة وقفة عيد الفطر عام 2022، كان حسني يعمل جزارًا منذ الصباح الباكر حتى المساء، مرهقًا من ذبح الأضاحي والتحضيرات.
عاد إلى منزله ليستريح قليلًا، ولم يكن يعلم أن زوجته تنتظر تلك اللحظة لتضع حدًا لحياته.

تواصلت نيرة مع عشيقها، وقالت له بصوت خافت: "هو رجع البيت وتعبان.. دي فرصتنا."

بعد دقائق، اتصل علاء بحسني مدعيًا أنه يحتاج توصيلة لأحد أقاربه في قرية مجاورة. رفض الجزار في البداية بسبب إرهاقه، لكن نيرة ألحت عليه قائلة: "خده وارجع بسرعة، مش هتاخد وقت."

خرج حسني بسيارته، غير مدرك أنه في طريقه إلى نهايته المحتومة.

جريمة في ظلام الطريق

عند أذان المغرب بـ15 دقيقة، التقى الزوج بالعشيق. خلال الرحلة، اقترح الأخير أن يسلكا طريقًا ترابيًا وسط الأراضي الزراعية بحجة أنه أقصر.
وفي لحظة غادرة، استل السكين من بين طيات ملابسه، وانقض على الجزار ليسدد له طعنات متتالية في الصدر والبطن، فسقط غارقًا في دمائه على جانب الطريق.

تأكد علاء من وفاته، ثم ألقى الجثة في مصرف زراعي قريب، وتخلص من الهاتف والسكين، قبل أن يتصل بعشيقته ليقول ببرود: "يا نيرة.. خلاص قتلته."

كشف الجريمة واعترافات صادمة

في صباح اليوم التالي، عثر أحد المزارعين على الجثة، فأبلغ مركز شرطة كفر الشيخ.
انتقل فريق من المباحث الجنائية إلى موقع الحادث، وتبين أن الجثة مصابة بعدة طعنات نافذة.

بدأت التحريات بقيادة العميد محمد عمار مدير المباحث، فاشتبهت الشرطة في الزوجة بعد ملاحظتهم هدوءها غير المبرر. وبعد تضييق الخناق عليها، انهارت واعترفت بكل شيء، مؤكدة أن عشيقها نفذ الجريمة بتحريض منها.

ألقت قوات الأمن القبض على علاء الدين، وبمواجهته اعترف تفصيليًا بالجريمة، مؤكدًا أن الدافع كان التخلص من الزوج حتى يعيش مع نيرة بحرية.

إحالة إلى المفتي وحكم بالإعدام

أحالت النيابة العامة المتهمين إلى محكمة جنايات كفر الشيخ، التي نظرت القضية بتفاصيلها الكاملة.
وبعد جلسات عدة، أصدرت المحكمة قرارها بإحالة أوراق الزوجة وعشيقها إلى فضيلة مفتي الجمهورية لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامهما شنقًا، بعد ثبوت ارتكابهما جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار.

نهاية مأساوية لخيانة امتدت أربع سنوات

هكذا انتهت قصة "نيرة" التي باعت زوجها مقابل نزوة، و"علاء الدين" الذي ارتكب جريمة من أجل علاقة محرّمة، و"حسني" الذي مات غدرًا بيد من أحبها واغترب من أجلها.
حادثة تهزّ الضمير الإنساني، وتذكّر الجميع بأن الخيانة طريق قصير نحو الهاوية، وأن كل جريمة تُكتب فصولها في الظلام لا بد أن تُكشف على ضوء العدالة.