عودة غير متوقعة تنتهي بجريمة قتل.. مزارع يطلق الرصاص على زوجته بعد ضبطها مع عشيقها في شبرا الخيمة

في واقعة مأساوية هزّت أرجاء محافظة القليوبية، تحوّلت لحظة عادية إلى مشهد دموي، حين عاد زوج من سفره قبل الموعد المحدد ليجد زوجته بين أحضان رجل غريب داخل منزله بشبرا الخيمة.
ثوانٍ قليلة فصلت بين الصدمة والجنون، وبين حياة هادئة وجريمة قتل هزّت الرأي العام، بعدما أطلق الزوج الرصاص على رأس زوجته أرداها قتيلة في الحال.
البداية: مزارع من سوهاج يبحث عن الرزق في العاصمة
بدأت القصة في مطلع عام 2010، حين قرر علي ج.، البالغ من العمر 55 عامًا، وهو مزارع من محافظة سوهاج، أن يبحث عن فرصة عمل إضافية في القاهرة لتحسين دخله.
كان علي يعيش حياة بسيطة في بلدته الريفية مع زوجته الأولى وأولاده الأربعة، ويعتمد على دخله من الأرض الزراعية، لكنه كان يطمح إلى زيادة رزقه.
انتقل إلى حي شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، حيث استأجر غرفة صغيرة وبدأ يبحث عن عمل يضمن له دخلًا ثابتًا إلى جانب ما يأتيه من عائد المحاصيل.
اللقاء الذي غيّر مجرى حياته
في أحد الأيام من عام 2014، أثناء تردده على أحد المحال التجارية، وقعت حنان م. في طريقه، فتاة جميلة تصغره بنحو 20 عامًا، تعمل في أحد المتاجر القريبة.
جذبه جمالها وهدوؤها، وسرعان ما بدأ في التقرب منها. صارحها بحقيقة وضعه الاجتماعي، وأنه متزوج ولديه أولاد، لكنه يعيش في القاهرة بمفرده للعمل، ويعود إلى بلدته كل شهر.
وافقت حنان على الزواج منه بعد فترة خطوبة قصيرة، معتبرة أنه رجل جاد ومسؤول، لتبدأ معه حياة جديدة في شقة صغيرة بشبرا الخيمة، بدت في بدايتها مليئة بالاستقرار والمودة.
الزوج يسافر والزوجة تشعر بالوحدة
مرت السنوات الأولى بهدوء، كان علي يسافر شهريًا إلى سوهاج، يقضي أسبوعًا مع أسرته الأولى، ثم يعود إلى القاهرة ليستأنف عمله وحياته مع حنان.
لكن مع مرور الوقت، بدأت حنان تشعر بالملل من الوحدة أثناء غياب زوجها المتكرر، وطلبت منه أن يسمح لها بالعمل لكسر رتابة الأيام الطويلة التي تقضيها وحيدة.
استجاب علي لرغبتها، وافتتح لها محلًا صغيرًا لبيع الملابس في الحي نفسه، وساعدها ماديًا ومعنويًا ليؤمن لها مصدر دخل ويملأ وقتها.
لم يكن يعلم أن تلك الخطوة ستصبح نقطة البداية لنهايتها المأساوية.
تعرفها على الممرض وبداية الخيانة
خلال عملها في المحل، تعرّفت حنان على محمود ك.، ممرض في عيادة خاصة مجاورة للمحل، يصغرها بتسع سنوات.
كانت البداية أحاديث عابرة، لكنها تحولت مع الوقت إلى علاقة عاطفية خفية. كانت تشكو له من غياب زوجها المتكرر ووحدتها، بينما كان هو يبادلها كلمات الغزل والاهتمام.
توطدت العلاقة بينهما سريعًا، وبدأ الاثنان يلتقيان باستمرار خلال فترات سفر الزوج، لتتحول الصداقة إلى علاقة محرّمة خلف الأبواب المغلقة.
اللحظة الفاصلة.. عودة غير متوقعة
في سبتمبر من عام 2018، سافر علي إلى سوهاج كالعادة لقضاء أسبوع مع أسرته.
لكن لأسباب شخصية عاد قبل موعده بيومين، في زيارة مفاجئة دون أن يخبر أحدًا.
دخل إلى منزله في ساعات الصباح الباكر، فتح الباب بهدوء، غير متوقع لما سيحدث بعد لحظات.
كانت الصدمة قاتلة... أمام عينيه، رأى زوجته حنان بين أحضان رجل غريب، عشيقها محمود.
تجمّد في مكانه للحظات، غير مصدق ما يرى. ثم تحوّلت الصدمة إلى غضب عارم، ومد يده إلى مسدسه المرخّص الذي كان يحتفظ به للدفاع عن النفس، ووجهه نحوها، وأطلق رصاصة استقرت في رأسها لتسقط قتيلة على الفور، بينما فرّ العشيق هاربًا من شرفة الشقة.
القبض على الزوج والعشيق
تلقى قسم شرطة شبرا الخيمة بلاغًا بالحادث، وانتقلت قوة من المباحث إلى موقع الجريمة، حيث عُثر على جثمان المجني عليها غارقة في دمائها داخل غرفة النوم.
اعترف الزوج فورًا بجريمته قائلًا: "رجعت بدري ولقيتها معاه... معرفتش أتمالك نفسي وضربتها بالنار."
تم القبض عليه وإحالته إلى النيابة العامة، التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات، وضبط وإحضار العشيق.
وبعد ساعات من البحث، تمكنت الشرطة من القبض على محمود ك.، الذي اعترف بوجود علاقة بينه وبين المجني عليها، مؤكدًا أنه كان بصحبتها يوم الواقعة، وأنه فرّ هاربًا عندما فوجئ بعودة الزوج.