حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

تفاصيل صادمة.. كيف تحولت صداقة طفلين إلى جريمة قتل مروعة هزت الإسماعيلية؟

المتهم
-

في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام خلال الأيام الأخيرة، لا تزال تفاصيل جديدة تتكشف يومًا بعد يوم حول ما بات يُعرف إعلاميًا باسم "جريمة الإسماعيلية"، التي راح ضحيتها طفل في مقتبل العمر على يد زميله، في واقعة صادمة أثارت الغضب والذهول بين المواطنين.

النيابة تواصل التحقيقات.. ومفاجآت في اعترافات المتهم

أكد محمد الجبلاوي، محامي أسرة الطفل المجني عليه، أن النيابة العامة تواصل تحقيقاتها الموسعة في القضية، إذ استمعت إلى أقوال والد الضحية وعدد من الشهود، في محاولة لكشف كافة خيوط الجريمة المروعة.

وخلال جلسات التحقيق، أقرّ المتهم بوجود شريك له في الجريمة، ما دفع النيابة إلى إعادة معاينة موقع الحادث مرة أخرى، بحثًا عن أدلة جديدة تؤكد أو تنفي وجود متورطين آخرين.

المتهم لديه “شهوة للقتل” ويتحدث ببرود غريب

وقال الجبلاوي في تصريحات خاصة إن المتهم، وهو طالب بالمرحلة الإعدادية، أظهر خلال التحقيقات ثباتًا انفعاليًا غريبًا، وتحدث عن الواقعة وكأنه يروي مشهدًا من فيلم، قائلاً للمحققين إنه كان يقلد مشاهد شاهدها في أحد الأفلام الأجنبية.

وأضاف المحامي أن المتهم أعد للجريمة مسبقًا، فاشترى أكياسًا بلاستيكية ولفافات "استرتش"، واستخدم قلمًا لتحديد الأماكن التي سيقطع منها جسد صديقه قبل تنفيذ جريمته، في مشهد يشي بـسبق الإصرار والتخطيط البارد.
وأكد الجبلاوي: "حين رأيته أثناء التحقيق، لاحظت عليه شهوة حقيقية للقتل، وكأنه لا يشعر بما ارتكبه".

فحص نفسي للمتهم.. وغرفة مليئة بعبارات عنيفة

قررت النيابة العامة إخضاع المتهم لفحص نفسي شامل، إلى جانب تقرير الطب الشرعي والمعمل الجنائي.
وكشفت معاينة غرفة المتهم عن تفاصيل مرعبة، حيث عُثر على أوراق وعبارات باللغة الإنجليزية تتضمن كلمات عنيفة وإشارات للانتقام، ما يدل على أنه كان يعيش في حالة نفسية غير مستقرة، وتأثر بشكل مباشر بمشاهد العنف في أفلام أجنبية.

وأوضح الجبلاوي أن والد المتهم لم يتم التحفظ عليه حتى الآن، وإنما يتم الاستماع لأقواله فقط، في إطار استكمال التحقيقات.

مطالبات بالقصاص وضبط المحتوى العنيف على الإنترنت

وشدد محامي المجني عليه على أن القضية لا تزال في مرحلة التحقيق، وأن النيابة تتعامل معها بأقصى درجات الجدية نظرًا لبشاعة الواقعة.
وأضاف أن أسرة الضحية في حالة صدمة تامة، إذ لم يتخيلوا أن صديق ابنهم المقرب هو من أنهى حياته بهذه الطريقة الوحشية.
وطالب بضرورة فرض رقابة صارمة على محتوى العنف المنتشر عبر الإنترنت والمنصات المرئية، لما له من تأثير خطير على سلوك الأطفال والمراهقين.

العثور على جثمان الطفل مقطعًا قرب بحيرة كارفور

تعود بداية الكارثة إلى بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية في الإسماعيلية من أحد المواطنين، يفيد بالعثور على أجزاء آدمية لطفل مجهول الهوية بالقرب من بحيرة كارفور.
وعلى الفور، انتقلت فرق الشرطة إلى موقع البلاغ وفرضت طوقًا أمنيًا، فيما أمرت النيابة بانتداب فريق من المعمل الجنائي لمعاينة المكان ورفع البصمات.

وبعد الفحص والتحريات، تبيّن أن الجثمان يعود إلى الطفل "محمد. أ. م"، طالب بالصف الإعدادي، كان قد اختفى منذ يوم الأحد 12 أكتوبر عقب خروجه من المدرسة.
أبلغ والده الشرطة بغيابه، وبدأت رحلة البحث التي قادت إلى مفاجأة صادمة.

كاميرات المراقبة تكشف الحقيقة

بفحص كاميرات المراقبة في المنطقة، ظهر المجني عليه بصحبة زميله "يوسف. أ" (13 عامًا)، المتهم الرئيسي في الجريمة.
وخلال التحقيق معه، حاول المتهم في البداية تضليل الشرطة مدعيًا أنه افترق عن صديقه قرب أحد المطاعم، لكن مراجعة الكاميرات أثبتت كذبه، إذ أظهرت دخولهما معًا إلى منزل المتهم، واختفاء الضحية بعد ذلك مباشرة.

القبض على الجاني.. واعترافات تقشعر لها الأبدان

عقب تقنين الإجراءات، داهمت قوات الأمن منزل المتهم، فعثرت على ملاءة ملطخة بالدماء وقبعة تخص المجني عليه.
وبمواجهته بالأدلة، انهار الطفل المتهم واعترف تفصيليًا بجريمته، موضحًا أنه دخل في مشادة كلامية مع صديقه، تطورت إلى شجار، فقام الأخير بمحاولة الاعتداء عليه بـ"كاتر"، فقام المتهم بضربه بشاكوش على الرأس حتى فارق الحياة.

وأضاف في اعترافاته أنه أصيب بالهلع للحظات ثم استعاد هدوءه، وأحضر منشارًا كهربائيًا يعود لوالده الذي يعمل نجارًا، وبدأ في تقطيع الجثمان إلى ستة أجزاء، وضع كل جزء داخل كيس بلاستيكي ولفه بالاسترتش، ثم تخلص منها بإلقائها في بحيرة كارفور ومبنى مهجور مجاور.

“أردت تجربة الإحساس”.. الدافع الصادم للجريمة

في ختام التحقيقات، فجر المتهم مفاجأة مدوية حين قال للمحققين إنه كان يتابع أحد المسلسلات الأجنبية الشهيرة، وإنه أراد "تجربة الإحساس" الذي يراه في تلك المشاهد العنيفة.
تصريحات المتهم، بحسب مصادر التحقيق، أثارت صدمة المحققين الذين وصفوا سلوكه بـ"المنفصل عن الواقع"، وأكدوا أنه يجري الآن إعداد تقرير نفسي شامل لتحديد مدى سلامة قواه العقلية.