إحالة مهندس إلى المفتي بعد قتله والده ووالدته وشقيقه وصديق الأسرة في مذبحة حدائق المعادي

شهدت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في التجمع الخامس، واحدة من أكثر القضايا المأساوية في السنوات الأخيرة، حيث قررت المحكمة إحالة أوراق مهندس إلى فضيلة مفتي الجمهورية لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامه، بعد ثبوت تورطه في قتل والده ووالدته وشقيقه وصديق للأسرة داخل منزلهم بمنطقة حدائق المعادي.
وجاء القرار بعد جلسات طويلة ومرافعات مطوّلة استمعت فيها المحكمة إلى أقوال الشهود وتقارير الطب الشرعي والأدلة الفنية، التي أكدت ارتكاب المتهم للجريمة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
تفاصيل القضية وأسباب الجريمة
تعود أحداث الواقعة إلى خلافات مالية حادة بين المتهم وأسرته بسبب الميراث، حيث أقدم المهندس المتهم ويدعى “أحمد. م” على تنفيذ جريمته البشعة داخل منزل العائلة باستخدام بندقية آلية وعدة أسلحة بيضاء.
وأوضحت تحقيقات النيابة أن المتهم عقد العزم وبيت النية على قتل والده أولًا، حيث بدأ بإطلاق النار عليه داخل الشقة، ثم لاحق والدته وشقيقه اللذين حاولا الفرار إلى خارج المنزل، فأطلق عليهما الرصاص حتى سقطا غارقين في دمائهما.
وخلال تنفيذ جريمته، حاول صديق للأسرة يبلغ من العمر 70 عامًا التدخل وتهدئة الموقف، إلا أن المتهم وجّه إليه السلاح نفسه وأطلق النار عليه ليلقى مصرعه في الحال، في مشهد دموي صادم.
مشهد المذبحة داخل المنزل
فور وقوع الجريمة، تلقى قسم شرطة دار السلام بلاغًا من الأهالي بوجود إطلاق نار ومذبحة داخل أحد المنازل في منطقة حدائق المعادي، وعلى الفور انتقلت قوة من رجال المباحث إلى مكان البلاغ.
وبالفحص، عثرت الأجهزة الأمنية على أربع جثث لأفراد العائلة وصديقهم، جميعهم مصابون بأعيرة نارية وطعنات متفرقة، فيما كانت آثار الدماء تغطي أرجاء المنزل.
كما تم ضبط المتهم أثناء محاولته الهروب من موقع الجريمة وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة.
اعترافات صادمة من المتهم
وخلال التحقيقات أمام النيابة العامة، اعترف المهندس المتهم تفصيلًا بارتكاب الجريمة، مؤكدًا أنه كان يعيش في حالة توتر وضغط نفسي شديد بسبب الخلافات المتكررة مع والده بشأن تقسيم الميراث، وأنه فقد السيطرة على نفسه لحظة ارتكاب الجريمة.
وقال المتهم في اعترافاته: "كنت مضغوط ومش قادر أستحمل أكتر من كده.. ما كنتش شايف قدامي وقتها".
التقارير الفنية والطب الشرعي
كشفت تقارير الطب الشرعي والأدلة الجنائية أن الجريمة نُفذت باستخدام سلاح ناري من طراز آلي، كما تبين وجود طعنات بأسلحة بيضاء في أجساد الضحايا، ما يدل على استخدام المتهم أكثر من أداة في القتل.
كما أكدت التقارير تطابق البصمات والآثار المادية في مكان الحادث مع المتهم، مما حسم الشكوك حول تورطه الكامل في الواقعة.
إحالة القضية إلى المفتي وتحديد جلسة الحكم
وبعد استعراض الأدلة والمرافعات، قررت المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، تمهيدًا للنطق بالحكم النهائي في جلسة مقبلة.
وتعد هذه الجريمة من أبشع جرائم القتل الأسري التي شهدتها العاصمة هذا العام، وأثارت موجة من الغضب والاستنكار بين المواطنين، خاصة بعد تداول تفاصيلها المروعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.