حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

طلقة غادرة تنهي حياة صاحب مغسلة في 6 أكتوبر داخل محله قرب ميدان الحصري

طلق ناري
-

في أحد أحياء مدينة 6 أكتوبر الهادئة، حيث يختلط ضوء المحال المتراجع برائحة القهوة المسائية، لم يكن أحد يتوقع أن يتحول هدوء الشارع إلى صرخة دم وصدمة، عندما اخترقت طلقة خرطوش سكون الليل، لتفتح بابًا على مأساة لم يكن لها مثيل.

بداية الحكاية.. هدوء يسبق العاصفة

في مساء بدا عاديًا ككل مساءات أكتوبر، كان صاحب مغسلة صغيرة بالقرب من ميدان الحصري ينهي يومه الطويل. اعتاد الرجل، الذي يعرفه الجميع بابتسامته وطيبة قلبه، أن يغلق محله متأخرًا قليلًا بعد أن يودّع زبائنه بابتسامة ودودة.
لكن تلك الليلة، لم تكن مثل غيرها. وبينما كان يهمّ بترتيب أدواته داخل المغسلة، دخل شخص مجهول الملامح، ملامحه قاسية، وعيناه تفضحان نية خبيثة لم تُفهم في البداية. دار بينهما حديث قصير بصوت خافت، لم يسمعه أحد من الخارج، ثم كانت الطلقة التي دوّت لتقلب السكون إلى فوضى.

الصدمة في الشارع الهادئ

في ثوانٍ، خرج الأهالي من منازلهم ومحالهم، تتبعهم نظرات الدهشة والرعب. البعض ظنها ألعابًا نارية، لكن المشهد داخل المغسلة بدد كل شك.
الرجل الطيب سقط أرضًا، والدماء تلطخ الأرضية البيضاء التي شهدت عمله لسنوات. لم يتخيل أحد أن من كان يضحك معهم بالأمس، سيغادر الحياة بتلك الطريقة المفاجئة والقاسية.

تحرك أمني عاجل

تلقى قسم شرطة أول أكتوبر بلاغًا يفيد بسماع دوي إطلاق نار داخل إحدى المغاسل بالحي الأول.
خلال دقائق، كانت قوات المباحث بقيادة اللواء محمد أمين، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، في موقع الحادث.
تم فرض طوق أمني حول المكان، وأُبعد المتجمهرون الذين وقفوا في صمت وذهول، فيما بدأت الفرق الجنائية في جمع الأدلة وتحليل مسرح الجريمة.

المعاينة الأولية أوضحت أن الجاني دخل المكان متخفيًا، تبادل بضع كلمات مع الضحية، ثم أخرج سلاحًا ناريًا من نوع خرطوش وأطلق النار مباشرة على صدره، قبل أن يفر هاربًا بخطوات سريعة وسط ظلام الشارع.

مشهد لا يُنسى.. "مين عمل كده؟ وليه؟"

لم تمضِ سوى دقائق حتى امتلأ المكان برجال الأمن، في حين وقف الجيران مذهولين، بعضهم يبكي، وآخرون يتهامسون بأسئلة لا إجابة لها:
من الذي أراد قتل هذا الرجل الطيب؟ وهل كانت الجريمة انتقامًا شخصيًا أم نتيجة خلاف مالي أو مهني؟

أحد الشهود قال بصوت متهدج: "دخل واحد غريب، كأنه يعرفه، ماعداش دقيقة وسمعنا صوت الطلقة.. لما دخلنا، كان خلاص" — كلمات تلخص المأساة بأبسط شكل ممكن.

دور النيابة العامة والتحقيقات

انتقلت النيابة العامة إلى مسرح الجريمة فور إخطارها، حيث باشرت المعاينة الميدانية بنفسها، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه وبيان سبب الوفاة بدقة، كما كلفت رجال المباحث بسرعة تفريغ الكاميرات المحيطة بالموقع، لتحديد هوية الجاني وخط سيره بعد تنفيذ الجريمة.

التحقيقات الأولية لم تستبعد أي فرضية، إذ يجري فحص دائرة معارف الضحية بالكامل، سواء زبائنه أو شركائه السابقين، لكشف ما إذا كانت الجريمة ناتجة عن خلاف قديم أو نية انتقام متعمدة.

المدينة في صدمة.. ورعب في الحي الأول

حتى اللحظة، ما زالت المدينة تعيش حالة من القلق والذهول. سكان الحي الأول لم يعتادوا على سماع أصوات الرصاص، ولا رؤية الدماء في شوارعهم.
الأحاديث لا تتوقف أمام المغسلة المغلقة، التي تحولت إلى مكان للذكرى والحزن، والعيون تتجه تلقائيًا نحو بابها كلما مرّ أحد من رجال الأمن.
أطفال يسألون بخوف: "هو اللي قتل اتقبض عليه؟"، والنساء يتهامسن بالدعاء للمجني عليه الذي كان محبوبًا بين الجميع.

البحث مستمر.. والعدالة تترقب اللحظة

تواصل أجهزة الأمن بالجيزة جهودها على مدار الساعة لتحديد هوية القاتل، وسط ترقب من الأهالي الذين ينتظرون بفارغ الصبر لحظة القبض على الجاني.
تُفحص كاميرات المراقبة في المنطقة المحيطة، كما يجري استجواب شهود العيان الذين رأوا القاتل يدخل ويخرج من المكان قبل الحادث بلحظات.

التحقيقات لا تزال جارية تحت إشراف النيابة العامة، التي شددت على ضرورة الوصول إلى الجاني في أسرع وقت ممكن لكشف دوافع الجريمة وإعادة الطمأنينة إلى قلوب السكان.