صفعة السويس».. فيديو يهز الشارع المصري ويكشف الوجه القاسي لخلاف بسيط على الإيجار

تمكنت لحظات قصيرة لا تتعدي الدقيقة الواحدة و وثقتها كاميرا تليفون محمول إلى قضية رأي عام في مصرو أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر عندما أظهر مقطع فيديو المتداول رجلًا يعتدي بوحشية على مسن داخل منزله بمحافظة السويس، أمام أعين ابنته التي صرخت بحرقة:
"الحقونا.. أبويا بيتضرب!"
في غضون ساعات قليلة تصدر الوسم #حق_مسن_السويس قوائم الترند، وأصبح الفيديو حديث المصريين من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال بينما تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة شديده كغاجتها في هذة المواقف لكشف ملابسات الجريمة وضبط المعتدي وتقديمة للعدالة
تفاصيل الفيديو الذي أشعل الغضب
المشهد الذي لا يتجاوز نصف دقيقة، التُقط داخل منزل بسيط في حي الجناين بالسويس، حيث ظهر رجل أربعيني يقتحم المكان ويصفع المسن بقوة على وجهه، في لحظة هزّت مشاعر كل من شاهدها.
لم يكن الاعتداء مجرد خلاف عابر، بل تجسيد مؤلم لانتهاك حرمة بيت وكرامة إنسان ضعيف، وهو ما جعل التعاطف الشعبي يتجاوز حدود السويس ليعمّ جميع المحافظات.
تحرك عاجل من أجهزة الأمن

بحسب مصدر أمني، فإن أجهزة البحث الجنائي في السويس تحركت فور تداول المقطع، وتمكنت من تحديد هوية المعتدي خلال ساعات.
وتبيّن أنه مالك العقار الذي يسكن فيه المسن، وأن بينهما خلافًا قديمًا حول الإيجار المتأخر، حيث حاول إجبار المستأجر المسن على مغادرة الشقة بالقوة.
وقال المصدر إن الشرطة نصبت كمينًا للمتهم بعد تحديد موقعه بدقة، وتم القبض عليه رفقة أحد أقاربه الذين ساعدوه على الهرب عقب الواقعة.
وأُحيل المتهم إلى النيابة العامة التي بدأت تحقيقاتها العاجلة، وأمرت بحبسه احتياطيًا على ذمة القضية.
النيابة تأمر بالتحقيق.. وتوجهات لتغليظ العقوبة
النيابة العامة، فور تسلمها أوراق القضية، وجهت للمتهم اتهامات بالاعتداء البدني على مواطن مسن داخل مسكنه وانتهاك حرمة الحياة الخاصة بعد أن تم توثيق الفعل في فيديو تم تداوله على نطاق واسع.
وأكد مصدر قضائي أن التحقيقات ستشمل فحصًا تقنيًا للفيديو المتداول لتحديد جميع الأطراف المشاركين في الواقعة، بمن فيهم من قام بتصوير المقطع ونشره.
وأضاف المصدر أن النيابة تدرس تطبيق أقصى العقوبات وفقًا للمادة (241) من قانون العقوبات المصري التي تعاقب على الضرب المفضي إلى إصابة، فضلًا عن مواد تتعلق بانتهاك الخصوصية ونشر مقاطع تحتوي على عنف.
مشهد أبكى الملايين
لم يكن صراخ ابنة المسن مجرد استغاثة عابرة، بل تحوّل إلى رمز للألم والضعف الذي يمكن أن يتعرض له كبار السن في لحظة عجز.
كتب أحد رواد مواقع التواصل تعليقًا مؤثرًا:
"اللي يمد إيده على راجل كبير لازم يتحاسب.. دي مش بس جريمة، دي قسوة مافيش بعدها قسوة."
بينما قال آخر:
"الأب ده ممكن يكون والد أي حد فينا، ربنا ينتقم من اللي يعتدي على الضعيف."
ومع تزايد التفاعل، امتلأت الصفحات والمنصات بمطالبات حازمة بسرعة محاكمة الجاني، وعدم الاكتفاء بعقوبة بسيطة.
وزارة الداخلية ترد وتحسم الموقف
وفي بيان غير رسمي، أكدت مصادر بوزارة الداخلية أن الشرطة المصرية لن تتهاون في قضايا العنف الأسري أو الاعتداء على المسنين، مشيرة إلى أن ما حدث في السويس يمثل تعديًا سافرًا على القيم الأخلاقية والإنسانية.
وأضاف البيان أن التحرك السريع للأجهزة الأمنية جاء استجابة لنداء المواطنين وثقة الرأي العام في أن الدولة قادرة على حماية كرامة كل مصري، دون تفرقة بين غني وفقير أو شاب ومسـن.
قراءة اجتماعية ونفسية للواقعة
يرى خبراء علم الاجتماع أن الواقعة ليست مجرد حادث فردي، بل مؤشر خطير على تنامي ثقافة العنف المجتمعي، خصوصًا بين فئات ترى في القوة وسيلة لفرض السيطرة.
وأكدت الدكتورة (ن.س)، أستاذة علم النفس الاجتماعي، أن انتشار الفيديوهات المماثلة يزيد من تطبيع العنف داخل المجتمع، مشددة على أهمية تغليظ العقوبة ونشر الوعي بالقيم الأسرية والاحترام الإنساني.
تضامن شعبي ورسائل دعم
علي جانب أخر شهدت السويس مظاهر تضامن واسعة، حيث أعلن عدد من الجمعيات الأهلية استعدادها لتقديم الدعم القانوني والطبي للمسن المعتدى عليه.
وتداول النشطاء صورًا له مع ابنته بعد الحادث، وسط دعوات بالشفاء والسلامة، مؤكدين أن "الكرامة لا تُشترى، ولا تُمس".

